لقاء سوري-إسرائيلي مرتقب في باريس: خطوة نحو تهدئة التوترات في جنوب سوريا

الرؤية المصرية:- أفادت قناة "كان" الإسرائيلية نقلاً عن مصدر خاص، يوم الخميس 24 يوليو 2025، أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر قد يلتقي في العاصمة الفرنسية باريس مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لبحث قضايا أمنية ملحة، في ظل تصاعد التوترات في جنوب سوريا.

لقاء سوري-إسرائيلي مرتقب في باريس: خطوة نحو تهدئة التوترات في جنوب سوريا

من المتوقع أن يحضر الاجتماع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، الذي وصل بالفعل إلى باريس لتيسير المحادثات.

خلفية الاجتماع

يأتي هذا اللقاء المرتقب على خلفية الاشتباكات العنيفة التي تشهدها محافظة السويداء جنوب سوريا منذ 12 يوليو 2025، والتي اندلعت بين مجموعات من العشائر البدوية، مقاتلين من الطائفة الدرزية، وعناصر من قوات الأمن السورية. أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 814 شخصًا، بينهم نساء وأطفال وأفراد من الطواقم الطبية والإعلامية، وإصابة أكثر من 903 آخرين، وفقًا لتوثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وشهدت المنطقة تصعيدًا إضافيًا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع في جنوب سوريا ودمشق، والتي زعمت إسرائيل أنها تهدف إلى حماية الطائفة الدرزية. هذه التطورات زادت من تعقيد الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة، مما دفع إلى ضرورة إجراء مفاوضات لتهدئة الوضع.

اقرأ ايضأ:-

أهداف اللقاء 

يهدف الاجتماع، الذي يُعد الأول من نوعه على مستوى وزراء بين سوريا وإسرائيل منذ فترة طويلة، إلى التوصل إلى تفاهمات أمنية لمنع تجدد الصراع على الحدود بين البلدين، خاصة في جنوب سوريا. وتشير تقارير إعلامية إلى أن اللقاء يركز على تعزيز التنسيق والتواصل لتجنب أزمات مشابهة لتلك التي شهدتها السويداء مؤخرًا.

ويعكس حضور المبعوث الأمريكي توماس باراك دور الوساطة الأمريكية في تسهيل الحوار بين الطرفين، في ظل الجهود الدبلوماسية لتحقيق استقرار إقليمي. كما أن هذا الاجتماع يأتي في سياق تحسن التواصل الأمني بين سوريا وإسرائيل برعاية أمريكية وتركية، وفقًا لما أوردته قناة "العربية" السعودية. 

سياق إقليمي معقد 

تُعد هذه المحادثات جزءًا من ديناميكيات إقليمية أوسع، حيث تسعى سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، إلى إعادة بناء علاقاتها الدبلوماسية والأمنية مع الدول المجاورة والقوى الدولية. أسعد الشيباني، الذي تولى منصب وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية، يمتلك خلفية دبلوماسية قوية، حيث أسهم في مفاوضات سابقة مع الأمم المتحدة وجهات دولية أخرى لتسهيل العمل الإنساني في شمال غرب سوريا. 

من جهة أخرى، يُعتبر رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شخصية محورية في السياسة الخارجية الإسرائيلية، وله دور بارز في إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة. حضوره في هذا اللقاء يعكس أهمية الملف الأمني بالنسبة لإسرائيل، خاصة في ظل التوترات المستمرة على الحدود السورية. 

تحديات وتوقعات 

رغم أهمية هذا اللقاء، لم تؤكد الأطراف الثلاثة (سوريا، إسرائيل، والولايات المتحدة) أو تنفِ رسميًا انعقاده حتى الآن، مما يثير تساؤلات حول طبيعة النتائج المتوقعة. ويرى محللون أن الوضع في السويداء يتطلب اتفاقات شاملة تشمل ترتيبات أمنية طويلة الأمد، خاصة مع استمرار العنف في بعض المناطق رغم إعلان الحكومة السورية عن اتفاقات تهدئة.

كما أن هذا اللقاء يأتي بالتزامن مع مفاوضات أخرى في باريس تتعلق بالملف السوري، بما في ذلك حوار بين الحكومة السورية و"الإدارة الذاتية" الكردية، مما يشير إلى أن العاصمة الفرنسية أصبحت مركزًا للدبلوماسية الإقليمية. 

يمثل اللقاء المرتقب بين ديرمر والشيباني خطوة غير مسبوقة نحو تحقيق تفاهمات أمنية في منطقة تعاني من اضطرابات مستمرة.

 ومع وساطة أمريكية، قد يسهم هذا الحوار في تقليل التوترات في جنوب سوريا، لكنه يبقى رهينًا بالتزام الأطراف بإيجاد حلول دائمة للأزمة. يعكس هذا التطور تحولًا في السياسة الإقليمية، حيث تسعى سوريا وإسرائيل، رغم تاريخهما من العداء، إلى التنسيق لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة.