اقرأ ايضأ:-
جاء هذا الإعلان وسط رفض قوي من الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين اعتبرتا الخطوة "مكافأة للإرهاب" و"عائقًا أمام السلام"، مما يكشف عن انقسامات عميقة في الرؤى الدولية حول القضية الفلسطينية.
إعلان فرنسا: خطوة نحو السلام أم تصعيد للتوتر؟
في منشور عبر منصة "إكس"، أكد ماكرون التزام فرنسا التاريخي بإحلال "سلام عادل ودائم" في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين يهدف إلى تحقيق هذا الهدف.
وأضاف: "الحاجة المُلحة اليوم هي إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين"، داعيًا إلى وقف إطلاق نار فوري، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن، ونزع سلاح حركة "حماس".
وشدد على ضرورة بناء دولة فلسطينية تضمن أمن إسرائيل من خلال نزع السلاح والاعتراف المتبادل، مؤكدًا أن "لا بديل عن ذلك".
الرفض الأمريكي: دعاية لحماس
رد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بقوة على إعلان ماكرون، واصفًا القرار بـ"المتهور" في منشور على منصة "إكس". وقال: "هذا القرار لا يخدم سوى دعاية حماس، ويُعيق السلام، وصفعة على وجه ضحايا هجوم 7 أكتوبر 2023".
يعكس هذا الموقف التزام الولايات المتحدة بدعم إسرائيل، حيث ترى واشنطن أن الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية قد يُعرقل جهود التوصل إلى حل تفاوضي، ويُقوّض الجهود الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
إسرائيل: تهديد وجودي
من جانبها، انتقدت الحكومة الإسرائيلية بشدة إعلان فرنسا. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "مثل هذه الخطوة تُكافئ الإرهاب وتُخاطر بخلق وكيل إيراني آخر، كما حدث في غزة".
وأضاف: "قيام دولة فلسطينية في هذه الظروف سيكون بمثابة منصة لإبادة إسرائيل، وليس للعيش بسلام بجانبها". يُبرز هذا التصريح مخاوف إسرائيل من أن الاعتراف بدولة فلسطينية دون ضمانات أمنية صلبة قد يُعزز نفوذ الجماعات المسلحة.
السياق الإقليمي والدولي
يأتي إعلان فرنسا في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تسبب الحصار الإسرائيلي والقصف المستمر في مقتل عشرات الآلاف وتشريد مئات الآلاف، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
وتُعد فرنسا من بين الدول الأوروبية التي تسعى لدعم حل الدولتين، حيث سبق أن اتخذت دول مثل إسبانيا والنرويج وأيرلندا خطوات مماثلة للاعتراف بفلسطين. ومع ذلك، يُثير قرار فرنسا مخاوف من تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة في ظل دورها البارز في الوساطة الإقليمية.
التداعيات المستقبلية
قد يُسهم إعلان فرنسا في تعزيز الزخم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، خاصة مع دعم متزايد داخل الأمم المتحدة. لكن الرفض الأمريكي والإسرائيلي الحاد قد يؤدي إلى توترات دبلوماسية، وربما إجراءات مضادة مثل الضغوط الاقتصادية أو السياسية على باريس. كما أن غياب تأكيد رسمي من السلطة الفلسطينية يُثير تساؤلات حول مدى التنسيق مع القيادة الفلسطينية.
في النهاية، يكشف هذا الجدل عن تعقيدات القضية الفلسطينية، حيث تتصارع رؤى الاعتراف بحقوق الفلسطينيين مع مطالب إسرائيل بضمانات أمنية. ومع استمرار الحرب في غزة، تبقى آمال السلام معلقة وسط انقسامات دولية عميقة.