اقرأ ايضأ:-
تشمل الصفقة توريد المنظومة، وأنظمة الدعم اللوجستي، وبرامج تدريب وصيانة، بهدف تعزيز القدرات الدفاعية المصرية في مواجهة التهديدات الجوية المتطورة، في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في الشرق الأوسط.
تفاصيل منظومة NASAMS
منظومة "NASAMS" (النظام الوطني المتقدم للصواريخ أرض-جو)، التي طورتها شركتا "آر.تي.إكس كورب" الأمريكية و"Kongsberg Defence & Aerospace" النرويجية، تُعد واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدمًا عالميًا. يتميز النظام بتصميم معياري مفتوح المصدر، مما يتيح تحديثه بسهولة ودمج تقنيات جديدة. يشمل النظام رادارات متطورة، ووحدات تحكم وإطلاق، وصواريخ متقدمة مثل صاروخ AMRAAM (صاروخ جو-جو متقدم متوسط المدى).
تتيح المنظومة الحماية ضد مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، المروحيات، الطائرات بدون طيار، وصواريخ كروز. وتُستخدم المنظومة حاليًا من قبل 13 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي نشرتها لحماية منطقة العاصمة الوطنية منذ عام 2005، إلى جانب دول مثل النرويج، قطر، وأوكرانيا، التي استفادت من قدراتها في مواجهة التحديات الأمنية.
أهمية الصفقة لمصر
تأتي هذه الصفقة في سياق تصاعد التوترات الإقليمية والتحديات الأمنية في الشرق الأوسط، حيث تسعى مصر إلى تعزيز قدراتها الدفاعية لحماية أراضيها وأصولها الحيوية، مثل البنية التحتية الحيوية وقناة السويس.
ومن المتوقع أن تسهم منظومة "NASAMS" في تعزيز الأمن القومي المصري من خلال توفير درع دفاعي متطور قادر على التصدي للتهديدات الجوية الناشئة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز التي أصبحت أكثر شيوعًا في الحروب الحديثة.
كما تتضمن الصفقة برامج تدريب وصيانة، مما سيسهم في بناء قدرات الجيش المصري على المدى الطويل، ويعزز من استدامة النظام وفعاليته. وتُعد هذه الصفقة استمرارًا للتعاون العسكري الوثيق بين الولايات المتحدة ومصر، التي تُعتبر أحد أهم حلفاء واشنطن في المنطقة.
تداعيات إقليمية
تثير هذه الصفقة تساؤلات حول تأثيرها على موازين القوى في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التنافس الإقليمي والتطورات التكنولوجية في مجال الحروب الجوية. فمن جهة، قد تعزز المنظومة من قدرات مصر الدفاعية، مما يمنحها ميزة استراتيجية في مواجهة أي تهديدات محتملة من دول أو جماعات مسلحة في المنطقة. ومن جهة أخرى، قد تثير الصفقة مخاوف لدى بعض الأطراف الإقليمية، خاصة إسرائيل، التي تراقب عن كثب التطورات العسكرية في الدول المجاورة.
ومع ذلك، يُنظر إلى الصفقة على أنها خطوة لتعزيز الاستقرار الإقليمي، حيث تسعى مصر إلى لعب دور محوري في حفظ الأمن في المنطقة، سواء من خلال مواجهة الإرهاب أو حماية حدودها. كما أن التعاون مع الولايات المتحدة يعكس التزام واشنطن بدعم حلفائها في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة.
التحديات والتوقعات
رغم أهمية الصفقة، فإنها تواجه تحديات تتعلق بالتكلفة العالية ومدى قدرة مصر على دمج هذا النظام المتطور في بنيتها العسكرية. كما أن فعالية المنظومة ستعتمد على جودة التدريب والبنية التحتية اللوجستية التي ستوفرها القاهرة. ومع ذلك، فإن دخول "NASAMS" إلى الترسانة المصرية يُعد خطوة نوعية قد تعيد تشكيل القدرات الدفاعية للبلاد، مما يعزز من مكانتها كقوة إقليمية رائدة..
في النهاية، تُظهر هذه الصفقة التزام الولايات المتحدة ومصر بمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، لكن تأثيرها على ديناميكيات المنطقة سيظل محل متابعة وتحليل في الفترة المقبلة.