اقرأ ايضأ:-
يأتي هذا الاتفاق في ظل أوضاع أمنية وإنسانية بالغة التعقيد، حيث أدت الاشتباكات المستمرة منذ 12 يوليو 2025 بين العشائر البدوية والفصائل الدرزية وعناصر الأمن السوري إلى سقوط مئات القتلى وتشريد عشرات الآلاف.
بنود الاتفاق
نشر المرصد السوري عبر منصة "إكس" تفاصيل الاتفاق الذي يتضمن سبعة بنود رئيسية تهدف إلى تهدئة الوضع في السويداء وإعادة الاستقرار إلى المنطقة:
- إحالة ملف السويداء إلى الولايات المتحدة: سيتولى الأمريكيون الإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق.
- انسحاب قوات العشائر والأمن العام: سحب جميع قوات العشائر وقوات الأمن العام إلى خارج حدود القرى الدرزية.
- تمشيط القرى الدرزية: الفصائل الدرزية ستتولى تمشيط القرى للتأكد من خلوها من قوات العشائر أو الحكومة السورية.
- تشكيل مجالس محلية: إنشاء مجالس من أبناء السويداء لتقديم الخدمات الأساسية للسكان.
- توثيق الانتهاكات: تشكيل لجنة لتوثيق الانتهاكات ورفع تقاريرها إلى الطرف الأمريكي.
- نزع السلاح في القنيطرة ودرعا: تشكيل لجان أمنية محلية في هاتين المنطقتين مع منع امتلاك الأسلحة الثقيلة.
- منع دخول المؤسسات الحكومية السورية: حظر دخول أي مؤسسة تابعة للحكومة السورية إلى السويداء، مع السماح بدخول منظمات الأمم المتحدة.
خلفية الأزمة
تشهد محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، نزاعات مسلحة اندلعت بين العشائر البدوية والفصائل الدرزية، تفاقمت بتدخل قوات الأمن السورية. أسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 814 شخصًا، بينهم نساء وأطفال وأفراد من الطواقم الطبية والإعلامية، وإصابة أكثر من 903 آخرين، وفقًا لتوثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وأثارت الغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق وجنوب سوريا، التي زعمت تل أبيب أنها لـ"حماية الدروز"، جدلاً واسعًا، حيث اعتبرتها دمشق "تصعيدًا خطيرًا"، مطالبةً بجلسة عاجلة لمجلس الأمن. في المقابل، أكدت إسرائيل أنها تتصرف "بضبط النفس" لكنها حذرت من "ضربات موجعة" إذا لم تنسحب القوات السورية من المنطقة.
الوساطة الأمريكية 555555555555555555 أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، أنه التقى مسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس مساء الخميس للتفاوض على الاتفاق. وقد حظي الاتفاق بدعم تركيا والأردن ودول أخرى، حيث دعا باراك إلى نزع السلاح وبناء "هوية سورية موحدة" تشمل جميع الأقليات. ومع ذلك، لم تصدر دمشق أي تصريحات رسمية حول هذا الاتفاق حتى الآن، مما يثير تساؤلات حول مدى التزامها به.
تحديات التنفيذ
رغم إعلان الاتفاق، تواصلت الاشتباكات في بعض مناطق السويداء، مما يشير إلى هشاشة الهدنة. كما أعربت بعض الأصوات على منصات التواصل الاجتماعي عن مخاوف من عدم التزام الفصائل الدرزية بالاتفاق، خاصة في ظل رفض الزعيم الدرزي حكمت الهجري للتدخل الإسرائيلي، معتبرًا إياه تهديدًا للوحدة الوطنية.
علاوة على ذلك، يواجه الاتفاق تحديات إنسانية كبيرة، حيث تعاني السويداء من نقص حاد في المواد الإغاثية والخدمات الأساسية، مع نزوح حوالي 80 ألف شخص من منازلهم. وقد دعت الأمم المتحدة إلى تحقيقات مستقلة في الانتهاكات، مؤكدةً أن حماية المدنيين يجب أن تكون الأولوية.
التداعيات
يُعدّ اتفاق السويداء محاولة لنزع فتيل التوتر في منطقة استراتيجية، لكنه يثير تساؤلات حول قدرة الأطراف على الالتزام بالبنود في ظل التجاذبات السياسية والطائفية. كما أن التدخل الإسرائيلي المستمر والغموض حول موقف دمشق يزيدان من تعقيد المشهد. ومع استمرار الأزمة الإنسانية، تبقى السويداء نقطة اشتعال محتملة قد تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.