الرؤية المصرية:- دمشق – في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من ستين عاماً، أعلنت الحكومة السورية الجديدة منح ترخيص رسمي لـ"منظمة التراث السوري اليهودي"، وهي أول كيان قانوني يهتم باستعادة الأملاك اليهودية التي صودرت في عهد النظام السابق، إلى جانب ترميم المعابد والمقدسات اليهودية وفتحها أمام الزوار من كل أنحاء العالم.
وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات في تصريحات لوكالة فرانس برس أن هذا الترخيص "رسالة قوية من الدولة السورية بأننا لا نميّز بين دين وآخر"، مشددة على أن سوريا اليوم "تساعد جميع السوريين والسوريات من كل الطوائف والديانات الراغبين في بناء الدولة الجديدة".
من جانبه، كشف هنري حمرا، أحد مؤسسي المنظمة ونجل آخر حاخام غادر سوريا، أن المنظمة ستبدأ فوراً في إحصاء الأملاك اليهودية المصادرة وستعمل على إعادتها إلى أصحابها أو ورثتهم، بالإضافة إلى حماية وترميم عشرات المعابد والمقابر اليهودية المهملة منذ عقود.
وأشار معاذ مصطفى، المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ، إلى أن فرقهم الميدانية أحصت بالفعل عشرات المنازل والعقارات التي سلبت من اليهود في عهد بشار الأسد، مؤكداً أن عملية الإعادة ستتم وفق آليات قانونية شفافة.
ويأتي هذا التطور بعد أقل من عامين على سقوط النظام السابق، وبعد زيارة تاريخية قام بها وفد يهودي سوري – أميركي إلى دمشق في فبراير الماضي، ضم هنري حمرا ووالده الحاخام يوسف حمرا، وهي أول زيارة معلنة من نوعها منذ عقود.
وترى الطائفة اليهودية السورية، التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد بآلاف السنين، في هذه الخطوة بداية حقيقية لإحياء وجودها داخل البلاد بعد أن تقلص عددها إلى أقل من عشرة أفراد بحلول عام 2011.
ويبقى السؤال المطروح اليوم: هل ستشكل استعادة حقوق اليهود السوريين نموذجاً لعودة مكونات أخرى هجرت قسراً، وهل ستتحول دمشق مجدداً إلى قبلة لليهود السوريين المنتشرين في العالم؟ الإجابة قد تحدد مسار سوريا الجديدة في السنوات المقبلة.