الرؤية المصرية:- تحدى الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، اليوم، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا، بإعلانه استئناف الرحلات الجوية الكاملة بين بلاده وكاراكاس، في خطوة جريئة تعيد إشعال نقاشات السيادة الإقليمية في أمريكا اللاتينية، وتدعو الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة إلى رفض "الأوامر غير القانونية" من واشنطن.
وأكد بيترو عبر منصة "إكس"، أن "ليس من حق الولايات المتحدة إغلاق المجال الجوي الفنزويلي"، مشدداً على أن واشنطن يمكنها حظر رحلات شركاتها فقط، لا الشركات الأجنبية، ودعا إلى "حوار لا وحشية"، محذراً من أن مثل هذه التصرفات تهدد "النظام القانوني الدولي، حكمة البشرية المتراكمة".
وأضاف أن كولومبيا ستفرض عقوبات على الشركات التي ترفض الالتزام، في إشارة إلى شركتي "أفيانكا" و"لاتام" اللتان علقتا رحلاتهما مؤقتاً بعد إعلان ترامب يوم 29 نوفمبر، الذي وصف فيه السماء الفنزويلية بـ"المغلقة كلياً" للطيارين والمهربين.
يأتي هذا التصعيد في سياق حملة ترامب المتشددة ضد نظام نيكولاس مادورو، حيث أشارت تقارير إعلامية أمريكية مثل "نيويورك تايمز" إلى إمكانية شن غارات جوية قريبة على أراضي فنزويلا، بعد تحذيرات سابقة من هجمات برية وإغلاق طرق التهريب البرية والبحرية، مما أدى إلى تعليق ست شركات طيران رئيسية في المنطقة رحلاتها، بما في ذلك "إيبيريا" و"غول"، رغم عدم صلاحية واشنطن القانونية على ذلك، كما شدد بيترو مستشهداً بقوانين منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO).
وفي رد فنزويلي حاد، وصفت وزارة الخارجية التصريح الأمريكي بـ"التهديد الاستعماري"، محذرة من أنه يهدد السلام الإقليمي، بينما انضمت كوبا إلى الإدانة واصفة الإجراء بـ"العدوان العسكري"، فيما يعكس الدعم الكولومبي، الذي ينبع من تاريخ مشترك يعود إلى عصر سيمون بوليفار، تحولاً في سياسة بغوتا نحو كاراكاس بعد سنوات من التوتر.
وطالب بيترو الاتحاد الأوروبي بفرض غرامات على الشركات المخالفة، ودعا دول أمريكا اللاتينية إلى استئناف الرحلات، مشيراً إلى أن "السماء الوطنية لا يمكن إغلاقها بأمر رئيس أجنبي، وإلا انهار مفهوم السيادة".
مع تزايد التوترات، وترامب يوسع وجوده العسكري في الكاريبي لمكافحة التهريب، تبدو خطوة بيترو بوابة لتحالف إقليمي جديد يتحدى الهيمنة الأمريكية، خاصة مع جائحة الانتخابات الفنزويلية المثيرة للجدل وجائزة نوبل للمعارضة ماريا كورينا ماكادو. هل ينجح هذا التحدي في إعادة رسم خريطة الطيران اللاتيني، أم يفتح الباب لتصعيد أوسع يهدد الاستقرار في القارة؟