وفي هذا السياق، نقلت "الجريدة"، من مصدر رفيع في الحرس الثوري الايراني، أن الجهاز نقل عشرات المليارات من الدولارات إلى خارج إيران، ووضعها في "أيدٍ أمينة"، تحسباً للحرب المقبلة.
وجاء هذا بعد أيام من اتهام الحكومة ورئيس المصرف المركزي للحرس الثوري بشراء أكثر من 30 مليار دولار خلال الشهر الماضي، وإخراج هذه الاموال خارج البلاد، مما أدى إلى انهيار غير مسبوق للعملة المحلية.
وذكر المصدر ذاته لصحيفة "الجريدة"، أن الحرس قرر إخراج هذه الأموال ليتمكن من تأمين تكاليف حرب شاملة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، إذا حدث هجوم على إيران، مبيناً أن التحليلات والمعلومات الاستخبارية تؤكد "أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسير نحو تصادم عسكري مباشر مع طهران مهما فعلت إيران بالنسبة إلى الاتفاق النووي، حتى لو قبلت جميع الشروط الأميركية".
وقال ذات المصدر إن الإيرانيين حصلوا على معلومات تفيد بأن دولاً عربية تعهدت بدفع تكلفة حرب أميركية على إيران، وأن ترامب أجرى التغييرات الجذرية في حكومته وشكل حكومة حرب، وأقصى كل معارضي الفكرة بعد حصوله على هذا التعهد.
وأضاف المصدر الذي تستند اليه صحيفة "الجريدة" الكويتية في تقريرها أنه وفق المعلومات المتوافرة لدى الحرس الثوري الإيراني، فإن الخطة الأميركية تتضمن هجوماً إسرائيلياً واسعاً ضد "حزب الله" وحلفاء إيران في سوريا ولبنان لضمان أمن اسرائيل أولاً، وإيصال حلفاء واشنطن والرياض إلى السلطة عبر الانتخابات في لبنان والعراق، وإزاحة أنصار طهران بأي ثمن، ومحاولة استمالة الرئيس السوري بشار الأسد لدفعه إلى التخلي عن إيران.
وأشار المصدر إلى أن الأميركيين والإسرائيليين عقدوا اتفاقيات عسكرية وأمنية مع بعض "جيران إيران الشماليين"، في إشارة محتملة إلى أذربيجان، لاستقرار طائراتهم وقواتهم في قواعد هناك ليصبحوا أقرب إلى طهران، كاشفاً أن الحرس الثوري يستعد لمهاجمة تلك القواعد، كما وجه تحذيراً إلى "أولئك الجيران" من مغبة تعاونهم الأمني والعسكري مع إسرائيل، بأنه "لن يكتفي بمهاجمة القواعد العسكرية".
وأوضح المصدر أن الحرس الثوري بات مقتنعاً بأن السبيل الوحيد لضمان أمن إيران هو رفع تكلفة الحرب المقبلة بالنسبة للأميركيين والإسرائيليين بأي ثمن، وعليه قرر تأمين كلفة حرب طويلة الأمد ضد إسرائيل في سوريا ولبنان، وفتح عدة جبهات ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة تمتد من إفريقيا إلى أفغانستان وآسيا الوسطى.
ولفت إلى أن الحرس الثوري لن يبخل بصرف ما بحوزته على أي مجموعة تريد محاربة الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة والعالم، حتى لو كانت هذه المجموعات هي "داعش" و"القاعدة" و"طالبان".
وحسب المصدر، فإن هناك قوى وشخصيات سياسية إيرانية تعتقد أنه بوسعها تجنب الحرب عبر المفاوضات، لأن الحرب ستؤدي إلى انهيار اقتصادي شامل، وبالتالي يمكن عقد اتفاقية أمنية وعسكرية وتحالف مع روسيا لوضع إيران تحت الحماية الروسية مثلما هو الحال مع سوريا.
وأوضح أن هذه الاتفاقية موجودة على الطاولة وتحتاج إلى توقيع الجانبين فقط، لاسيما أن الروس طلبوا من الإيرانيين فتح قواعد عسكرية لهم في الداخل الإيراني، وعلى ضفاف الخليج، لكن الحرس الثوري يرفض هذا السيناريو، لأنه سيكون بمنزلة تسليم إيران إلى روسيا مجاناً.