حجم التطبيع الذي وصلت إليه السعودية مع إسرائيل
وتظهر إحدى البرقيات المؤرخة بـ27 أبريل 2005، والمرسلة من وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية، إلى وزير الخارجية السعودي، حجم التطبيع الذي وصلت إليه السعودية مع إسرائيل.
وكانت البرقية المذكورة بشأن تلقي وزارته برقية من رئيس ديوان مجلس الوزراء السعودي لاستبيان الموقف القانوني والدبلوماسي بشأن تعامل المملكة مع شركات أجنبية وثيقة الصلة بحكومة اسرائيل.
وبحسب البرقية فإن وكيل وزارة الخارجية السعودية أشار إلى قرار مجلس الوزراء السعودي رقم (5) المؤرخ بـ13 يونيو 1995 الخاص بإيقاف مقاطعة إسرائيل من الدرجتين الثانية والثالثة، والاكتفاء فقط بالدرجة الأولى التي بموجبها تقاطع المملكة الشركات الإسرائيلية بالكامل، دون أن تقاطع التي تملك فيها إسرائيل أو أشخاص يحملون الجنسية الإسرائيلية حصة منها أو الأجنبية التي تتعامل مع الشركات الإسرائيلية.
وأشار موقع "الشرق" إلى أن هذه البرقية كشفت أن السلطات السعودية قد سمحت، منذ منتصف التسعينيات، للشركات التي لها علاقة بإسرائيل بالعمل داخل المملكة في مختلف المجالات، وأن المراجعة فقط تتم في حالات خاصة متعلقة بأمن المعلومات.
بالون اختبار
وكشف أيضا موقع "ويكيليكس"، أن اللواء ركن نايف بن أحمد بن عبد العزيز، أحد أهم القادة العسكريين السعوديين، متخصص في مجالات العمليات الخاصة والحرب الإلكترونية، كتب في منتصف 2012 مقالا في إحدى المجلات التابعة للقوات المشتركة الأمريكية، تحدث فيه بإيجابية عن إسرائيل وعن ضرورة تقوية علاقات بلاده معها.
ودعا في المقال ذاته إلى ضرورة أن تدفع كل من السعودية وإسرائيل إلى تقوية أواصر التعاون والتلاقي بين الفلسطينيين والعرب عموما والإسرائيليين.
واهتم الجانب السعودي حينها برد الفعل الإسرائيلي على مقال اللواء السعودي، بحسب ما تظهر برقية من وكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية إلى سعود الفيصل.
وتضمنت برقية أخرى نص مقالة للكاتب الإسرائيلي في صحيفة هآرتس، أمير أورن، دلل فيها الأخير بمقالة نايف على أن الرياض تغازل إسرائيل بعلاقات طبيعية وفقا لشروط معينة، كما أن هناك برقية أخرى من وكيل الوزارة إلى سعود الفيصل، حول اهتمام وسائل إعلام عربية بمقال الكاتب الإسرائيلي وتعليقها على الأمر برمته، ما يؤكد أن مقال نايف كان فقاعة اختبار لتحسس رد فعل إسرائيل والإعلام العربي، بحسب موقع "الشرق".
وساطة أمريكية ترعى علاقات بين المملكة والإمارات تحت غطاء أكاديمي
وأكدت وثائق "ويكيليس" المسربة أن الرياض لم تكتف بتطبيع العلاقات مع إسرائيل على المستوى الرسمي فقط، إذ سعت إلى خلق علاقات وروابط مع الدولة العبرية على المستوى الشعبي أيضا.
وكشفت إحدى الوثائق عن بروتوكول غير رسمي بوساطة أمريكية ترعى علاقات بين المملكة وأيضًا الإمارات تحت غطاء أكاديمي، وهو ما يأتي في إطار ما يسميه خبراء العلاقات الدولية بـ "تأسيس علاقات طبيعية متجذرة من أسفل"، حسب الموقع.
وتطلب الرياض في البرقية التي أرسلتها الخارجية السعودية استكمال معلومات عن وفد من عشرات الطلاب السعوديين استضافتهم السفارة الإسرائيلية في واشنطن في إطار برنامج تدريبي لإعداد القادة تحت رعاية الحكومة الأمريكية. وبحسب البرقية المرسلة في أغسطس 2008 تشير إلى طلب الخارجية فحوى وهدف الزيارة والاستبيانات التي ملأها الطلبة ومحتوى المواد المكتوبة والمطبوعة والمرئية التي أهدتها السفارة الإسرائيلية للطلبة، كما تشير إلى السعودية بالاستعلام عن غرض الزيارة وما دار فيها. وقالت الوثيقة إن الطلاب السعوديين استمعوا إلى شرح من موظفي السفارة الإسرائيلية وطرحوا الأسئلة والتقطوا الصور التذكارية هناك.
وأشار موقع "الشرق" إلى أن الخارجية السعودية لم تبد أي اعتراض أو تحذير في البرقية حول هذه الزيارة، وأنها تعاملت معها بشكل روتيني كما يحدث عند طلب استعلام الوزارة من سفاراتها حول العالم عن حدث بعينه، وهو ما يشي بأن هناك أنشطة مماثلة تحدث بشكل روتيني، وليس تصرفا فرديا من شخص أو مجموعة أشخاص.