تونس/ توزر- نفطة/ تصوير: عوض سلام/ الشيوخ والأسياد والأولياء الصالحين، يتوزعون على كافة أرجاء الدول العربية، وخاصة تلك التي تراصت على مسيرة الفتح الإسلامي، وقد اقترن تاريخ مدينة نفطة من ولاية توزر، جنوب غرب تونس، بالكثير من الأولياء الصالحين القادمين إليها من الداخل والخارج وارتقى شأنها إلى تصنيف الكوفة الصغيرة.
ومن بين عظماء هذه المدينة الولي الصّالح أبوعلي الحسيني الشّهير بسيدي بوعلي النفطي أو أبوعلي السُّني أو سلطان الجريد الذي ولد عام 493 هجري وتوفي 610 هجري.
ويعود نسبُه الأشرف لسيّدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، وتتلمذ عن أبي مدين شعيب وجالس سيدي بوعلي الأب الروحي للتصوّف الشيخ عبد العزيز القريشي المهدوي دفين المرسى إلى جانب الكثير من الأتباع مثل محي الدين المرسي – جراح الدباغ – سيدي بوسعيد.
قمنا على هامش الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الدولي للخيام بحزوة، بزيارة إلى مقام سيدي بو علي السني، وحدثنا عن شيخ المقام منير بومعيزة..
{vembed Y=PwIyBkJxtm4}
وأقام سيدي بوعلي في حياته بزاوية الولي أبي يوسف الدهماني واستقرّ بمدينة نفطة الشهيرة منذ عُصور خلت والتي عرفت بحركتها العلمية والمعرفية النّشيطة وإنجابها للكثير من العُلماء والفُقهاء الأجلاّء والأدباء الأعلام والمناضلين الأشدّاء الذين أشعّوا بداخل البلاد وخارجها.
وعُرف سيدي بُوعلي بفكره الصوفي العميق المآثر والتأليف القويم في أدقّ النظريات الصوفية وطُرُقها إضافة إلى نشاطه الحكيم في مُجادلة النّصوص الدينية ومُقاومة الخوارج.
وتقع زاوية الولي الصالح سيدي بوعلي بقلب واحة نفطة الغنّاء وتعتبر الجهة موقعا إسلاميا رائدا ومركزا خصبا لذاكرة الطريقة الصوفية العلوية السنية لشيخنا الجليل إضافة إلى أنّها معلما حضاريا وثقافيا ودينيا تخرّج منه الآلاف من الطلبة والشيوخ.
وعلى امتداد تاريخها لازالت هذه الزاوية مقصدًا للزوّار من الأتباع والأحبّة والسيّاح. ويحتوي هذا الصّرح العلمي الديني على مدرسة لتحفيظ القرآن ونشر علوم الدين إضافة إلى غرف تحتضن الزوّار إلى جانب محراب للاعتكاف بكل جُود وإحسان إكراما لروح الوليّ الصّالح سيدي بوعلي ولسيرته ومناقبه العطرة.