كنيس الغريبة أو معبد الغريبة اليهودي، هو كنيس يهودي يقع في جزيرة جربة في جنوب شرق تونس.
يقع الكنيس في قرية صغيرة، كانت ذات غالبية يهودية في الماضي، وتسمي "الحارة الصغيرة"، حاليا يطلق عليها "الرياض"، تبعد عدة كيلومترات جنوب غرب حومة السوق، عاصمة جربة.
تسمية “الغريبة” جاءت من أسطورة تقول: المعبد تم بناؤه تعظيما لحجر مقدّس جيء به من أرض غريبة.
يحج إليه اليهود لإقامة طقوس معيّنة، ويفتتح يهود جربة الموسم باحتفال ديني مصغّر احتفاء بال”ربِّ مير”، وهو أحد الكهنة اليهود، الذي له شأن منذ مئات السنين في الحفاظ على تعاليم الديانة وتعاليمها.
وتتواصل على امتداد موسم حج الغريبة قراءة ثلاثة كتب يهودية مقدّسة هي التلمود والتوراة والتلّيم دون انقطاع، كما تقام الصلاة في الكنيس، وتتواصل الطقوس حيث يحيون عشيّة يوم الجمعة طقوس “الخرجة بالمنارة”، وهي خروج جماعي لليهود من المعبد حيث يدفعون بعربة فوقها منارة، مزيّنة ويطوفون في الحيّ المجاور له، ويقرؤون الكتب المقدسة وترفع الأهازيج والأناشيد، قبل أن يعود للمعبد.
ويعتقدون في أن هذه الطقوس تبرّك وتقرّب للّه ومحافظة على عادات الأجداد، في يوم السبت يحرص يهود جربة (غالبيتهم محافظون) على إقامة “السبّات”، وهو يوم يهودي مقدّس، يعتقدون فيه أن اللهّ لما خلق الأكوان في ستةّ أيّام قد ارتاح في اليوم السابع.
ولا يشعلون في هذا اليوم النيران، ولا الأضواء ولا يستعملون الهاتف ولا السيّارات ولا التلفاز ولا يشتغلون ولا يدفعون مالا أو يأخذونه، ويقومون بتحضير طعامهم ليوم السبت منذ عشيّة الجمعة.
وفي الليل يستعملون فتيلا تقليديا بسيطا من الزيت بدل إضاءة الكهرباء، وهو يوم مقدّس يخصص للصلاة والذكر وقراءة التوراة والتلمود.
ويتم اختتام الموسم مساء الأحد، الذي يحضر فيه العدد الأكبر من يهود تونس والعالم، وهو يوم “الربّ شمعون” أحد كبار الكهنة اليهود.
وتقام في هذا اليوم الصلاة ويقرؤون الكتب المقدّسة، ويعيدون “خرجة المنارة “، كما تقام احتفالات بالموسيقى التونسية التقليدية تجمع خلاها التبرّعات للمعبد.
يشترط قبل الدخول إلى بيت الصلاة بالمعبد وضع “الكبّة “(قبعة صغيرة على رأس) أو “الشاشية التونسية ” بالنسبة للرجل، فيما تغطي المرأة شعرها و تحرص على وضع لباس محتشم قبل أن تقف أمام الحجر المقدّس في بيت الصلاة.
ويلجأ اليهود إلى “الربّ” الذي يقرأ الكتاب المقدّس ليطلبوا منه “البركة” وأن “يدعو لهم عند الله بالمغفرة”، وعادة ما يقرأ “الربّ” أجزاء من الكتاب المقدس على شيء من الفاكهة وشراب “البوخا” .
ثم يقع توزيع البوخا والفاكهة على الزائرين لما فيها “شفاء وبركة وتساعد على الاستجابة للدعوات”، كما يشعل الزائر عند دخول بيت الصلاة شمعة، يحقق الله بها أمنيته التي يقولها عند اشعاله للشمعة، وتقوم الفتيات بجلب بيضة، يضعنها قرب الحجر المقدّس، و يتمنين من اللّه أن يحقق لهن أمانيهن، سواء في الزواج أو الحصول على مولود بالنسبة للمرأة المتزوّجة، أو غيرهما من الأمنيات...
{vembed Y=0gtmfTmDNjM}