شاهد، أسباب وخفايا الحرب في سوريا

مطامع سعودية أمريكية قطرية تركية في سوريا

عرض خبير استراتيجي سويسري، في ندوة حاشدة بمدينة زيورخ السويسرية، تحليلا لأسباب وخفايا الحرب في سوريا، ليؤكد بالأدلة القاطعة أن الدماء السورية، كانت حصاد مؤامرة مكتملة الأركان، خطط لها أصحاب المصالح، لتدمير دولة عربية كبيرة.

وحسب كلامه، شارك في المؤامرة قطر والسعودية وتركيا، ومعهم من القوى الغربية أمريكا وبريطانيا وفرنسا، لتمزيق أوصال دولة عربية كانت تؤرق إسرائيل، وتمثل ثقلاً في ميزان القوى العربية.

النفط والغاز

وسرد الخبير الاستراتيجي بشكل مبسط خبايا وأسباب الحرب السورية، حيث قال في رأيي أن الأمر يتعلق بشكل أساسي من دون مفاجأة بـ"النفط والغاز"، حيث يوجد في الخليج الفارسي حقل للغاز، يعتبر أكبر حقل للغاز في العالم، القطريون لديهم جزء من هذا الحقل، وقاموا في عام 2009 - أي قبل سنتين من اندلاع الحرب في سوريا - بالاتفاق مع الأتراك على إنشاء ومد أنابيب الغاز والنفط من هذا الحقل عبر السعودية وعبر سوريا حتى تصل إلى تركيا ومنها تتجه إلى الأسواق الأوروبية، لأنهم يريدون بيع الغاز لدول أوروبا، لتصل لجميع المدن الأوروبية، كمدينة زيورخ هذه مثلاً، وهو الأمر الذى يجنون به أموالاً طائلة، ولكن ظهرت لهم مشكلة، فعندما أراد القطريون والسعوديون مد خط الأنابيب عبر سوريا لم يسمح الرئيس الأسد بمد الخط عبر أراضي بلاده، وقال لهم "لا".

الأسد فجر مشكلة كبيرة لقطر والسعودية وتركيا

وأضاف الخبير الاستراتيجي السويسري: "رفض الأسد فجر مشكلة كبيرة لقطر والسعودية وتركيا، ولم يجدوا ذلك جيدًا لأن إيران تمتلك حصة تقدر بالنصف بنفس حقل الغاز، فهو حقل لديه مخرج من الجانبين وكل بلد لديه مدخل لهذا الحقل، وتعمل كل من إيران وقطر من أجل تعظيم ما تستخرجه من الحقل، وتتسابقان على الضخ السريع في الأسواق، وبالتالي تريد كلتا الدولتين تصدير ما تستخرجه حتى تقوم باستخراج غيره، وتلقت إيران موافقة الأسد على بناء خط الأنابيب لضخ الغاز إلى أسواق أوروبا، حيث سألوه فأجاب بـ"نعم"، ولذلك تريد إيران الإبقاء على سلطة الأسد، فيما تحاول قطر والسعودية إسقاطها.. هذا كل شيء".

الأمريكان والبريطانيون قرروا إسقاط الأسد

واستطرد الخبير الاستراتيجي السويسري، في محاضرته بزيورخ: "إذا أردتم التعمق أكثر في المشكلة لديكم من الخلف الأمريكان والبريطانيين الذين قرروا إسقاط الأسد أيضًا، وهذا يعنى أن هناك من جهة تحالف الناتو الممثل ببريطانيا وأمريكا وفرنسا الذين يريدون إسقاط الأسد، بالتعاون مع الممالك الخليجية قطر والسعودية وكذلك تركيا وهم دول "سُنِّية"، وفى الجانب المقابل لديكم الحلف الشيعي المتمثل في إيران مع حزب الله الذين يريدون الإبقاء على العلويين وحكم الأسد، وكذلك الروس يريدون أيضًا الإبقاء على سلطة الأسد لأن لديهم قاعدتين عسكريتين في سوريا، كما أن الروس كذلك لا يريدون أن يأتي الغاز القطري إلى السوق الأوروبية، لأنه كما يعرف كل واحد منكم الغاز الروسي يضخ هنا".

الأساس في هذه الحرب هي الاستراتيجية الجغرافية والنفط والغاز

واستكمل شرحه عن الحرب السورية قائلاً: "توجد أشياء كثيرة يجدها المرء معقدة لكنها تكون معقدة عندما يكون المرء محتارًا، يمكنكم وصف ذلك بالشيء المعقد، حيث تم خداعكم منذ البداية وإيهامكم أن الأمر متعلق بتغيير النظام والديمقراطية، لكن الأساس في هذه الحرب هي الاستراتيجية الجغرافية والنفط والغاز، ولذلك لدينا التحالف السنى المتمثل في قطر والسعودية وتركيا، إضافة إلى بريطانيا وأمريكا وفرنسا، دول حلف الناتو، وفى الجهة الأخرى روسيا وإيران وحزب الله والأسد، وهذه اللعبة مستمرة منذ 4 سنوات، ونتج عنها 400 ألف قتيل".

السعودية وتركيا قاما بشكل متعمد بتسهيل مرور المتطرفين إلى سوريا

وواصل الخبير السويسري كشفه لخبايا وأسباب الحرب السورية قائلاً: "عندنا في سويسرا وكذلك عندكم في ألمانيا، كما ألاحظ، يتم وصف الأسد بأنه سيئ، أو "الرجل السيئ في دمشق"، لكن لا أحد يسمع شيئًا عن "النفط والغاز"، حيث تم الإيهام منذ البداية، أن التدخل في سوريا لم يتم إلا بعدما حدث قتل في الشعب السوري ولكن هذا الأمر خدعة وليس صحيحًا، فالسعودية بشكل أساسي وتركيا قاما بشكل متعمد بتسهيل مرور المتطرفين إلى سوريا، ودعمهم من أجل تدمير الجانب السوري من الداخل، وهذا نجح إلى حد كبير، حيث تم تدمير مدن وأحياء كاملة في سوريا، فعندما تعطى المتطرفين والإرهابيين أسلحة وتطلب منهم القتل تستطيع تدمير أي بلد، وهذا حصل أيضًا في الحرب الليبية عام 2011 عندما أطاحوا بالقذافي، حيث امتلكوا أسلحة كثيرة تم إرسالها إليهم عبر تركيا من قاعدة انجرليك العسكرية، وتم تسليح جبهة النصرة والجيش الحر، وكذلك القاعدة في سوريا، وتمت الخدعة عندما وصفوا هؤلاء على أنهم ثوار، ومفهوم ثوار لدينا ليس سيئًا - لأن جيمس تين كان أيضا ثائرًا - لكن أن يصبح المتطرف ثائرًا فهذا غريب، أليس كذلك، والأغرب من ذلك أن دول الناتو "أمريكا وبريطانيا وفرنسا" يقفون إلى جانب هؤلاء الذين يقال عليهم ثوارًا، أي يقفون إلى جانب المتطرفين، وعندما يكتشف الناس هذا الأمر يصبح لدينا نار فوق السقف، أي أن الأمر خطير جدًا، لأن المفروض أن الناتو يكافح المتطرفين ، كما يقولوا لنا دائمًا".