أسرار تحت الأهرامات: باحثون إيطاليون يؤكدون "مدينة مدفونة" بعمق 1000 متر.. وخبراء مصريون يرفضون الادعاء

#أهرامات_الجيزة #أسرار_مصر_القديمة #مدينة_مدفونة #علم_الآثار

أسرار تحت الأهرامات: باحثون إيطاليون يؤكدون "مدينة مدفونة" بعمق 1000 متر.. وخبراء مصريون يرفضون الادعاء

الرؤية المصرية:- أثار فريق من الباحثين الإيطاليين ضجة عالمية جديدة حول "هياكل ضخمة" مدفونة تحت أهرامات الجيزة، مدعين أنها تشكل "مدينة تحت الأرض" تمتد لأكثر من 1000 متر، بناءً على بيانات رادارية متطابقة من أربعة أقمار صناعية، لكن عالم الآثار البارز زاهي حواس وصف الادعاءات بأنها "كاذبة تمامًا"، مشككًا في قدرة التكنولوجيا على اختراق مثل هذه الأعماق.

 الكشف، الذي أعلن عنه المهندس الرادارية فيليبو بيوندي في بودكاست أمريكي، يعيد إحياء الجدل حول ما إذا كانت الأهرامات "قبعة" لمجمع هائل أكبر، أم مجرد مبالغات غير مدعومة علميًا.

في تصريحات أدلى بها بيوندي، المتخصص في تقنية "التصوير المقطعي الدوبلر بالرادار ذي الفتحة التركيبية" (Doppler SAR Tomography)، أكد أن الفريق – الذي يضم كورادو مالانغا من جامعة بيزا وأرماندو مي، عالم آثار – جمعت بيانات من أقمار Umbra وCapella Space وICEYE وCosmo-SkyMed، جميعها تظهر ثمانية أسطوانات مجوفة هائلة تنحدر مباشرة من قاعدة هرم خفرع، محاطة بهياكل حلزونية مثالية، تنتهي بغرف مكعبة تبلغ 260 قدمًا في كل بعد، أي أكبر من معظم الملاعب الحديثة، على عمق يصل إلى 3500 قدم (حوالي 1067 مترًا).

"الأهرامات مجرد قمة الجبل الجليدي"، قال بيوندي، مضيفًا أن هذه الهياكل "صنع يد بشرية بنسبة 100%"، وأنها تشمل نظامًا مائيًا وممرات قديمة تربط بين أبو الهول والهرم، كما كشفت بيانات سابقة نشرت في مجلة "Remote Sensing" عام 2022 عن غرف مخفية وشذوذ حراري قرب القاعدة.

يستند الفريق إلى قياس اهتزازات سطحية دقيقة تحمل "بصمات صوتية" من الأعماق، مما يسمح بإعادة بناء نماذج ثلاثية الأبعاد دون اختراق التربة بالموجات الرادارية مباشرة، وفقًا لشرح بيوندي في مقابلة مع "ديلي ميل" البريطانية.

ويمتد الاكتشاف إلى هياكل مشابهة تحت هرمي منقرع وخوفو، وحتى موقع الهوارة الذي وصفه هيرودوت بـ"المتاهة"، مما يوحي بـ"مجمع عميق" قد يغير فهم التاريخ المصري القديم، وربما يربط بأساطير مثل "قاعات أمنتي" الشهيرة في النصوص الفرعونية.

وفي خطوة عملية، قدم الفريق اقتراحًا رسميًا للسلطات المصرية لتنظيف ممرات غير مدمرة بين أبو الهول وخفرع، دون حفر، مع أمل في بدء الاستكشاف عام 2026 إذا حصلوا على موافقة قبل نهاية 2025.

ومع ذلك، قوبل الإعلان الذي بدأ في مارس الماضي برفض حاد من الخبراء، حيث وصف زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، الادعاءات بأنها "أخبار كاذبة" و"مبالغات غير مدعومة"، مؤكدًا أن الرادار لا يمكنه الوصول إلى أعماق كهذه، وأن مسوحات سابقة من فرق فرنسية ويابانية وكندية لم تكشف عن أي دليل مشابه.

 وأضاف لورانس كونيرس، عالم الرادار من جامعة دنفر، أن التقنية مصممة لرسم السطح لا الأعماق الجيولوجية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الهياكل قد تكون "آبارًا أو أنفاقًا طبيعية" إن وجدت، مستذكرًا كيف بنى شعوب مثل المايا أهراماتها فوق كهوف مقدسة.

وفي تقرير لـAFP، أكد خبراء أن الدراسة لم تنشر في مجلة مراجعة من قبل، وأن مالانغا – الذي يدرس الـUFO – يثير شكوكًا حول المصداقية، رغم إصرار بيوندي على أن "الأدلة موضوعية وغير قابلة للإنكار".

يأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه علم الآثار تقدمًا في التصوير غير التدميري، مثل مشروع "ScanPyramids" الذي كشف عن تجاويف داخلية في 2017، لكنه لم يلمح إلى مجمعات بهذا الحجم.

 ومع تزايد الاهتمام السياحي بالجيزة، التي تجذب ملايين الزوار سنويًا، قد يدفع الاقتراح الإيطالي إلى تعاون دولي يوازن بين الفضول العلمي والحفاظ على التراث، خاصة مع مخاوف من "التسويق الإعلامي" الذي يروج لأساطير مثل الأهرامات كمولدات طاقة.

هل تكشف هذه البيانات الرادارية عن حضارة مفقودة تحت رمال الجيزة، أم أنها مجرد وهم تكنولوجي يُعاد تسويقه؟ الإجابة قد تكمن في قرار السلطات المصرية، الذي يُتوقع قبل أشهر قليلة، ليحدد ما إذا كانت الأهرامات تحمل سرًا أعمق مما نعرفه.