رد الفعل الإيراني ضد اغتيال أمريكا لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، بقصف قاعدة عين أسد الأمريكية في العراق، قالت أمريكا أنه لم يتسبب في خسائر.
ويبدو أن التستر الأمريكي على حجم الخسائر، كان من أجل وقف التصعيد وإضطرارها للرد.
كما أن الرد العسكري الإيراني كان مشفوعا برد دبلوماسي بأن طهران ترغب في التهدئة، ويبدو أن الثمن كان إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، كطريقة للإلهاء.
لكن موقع عبري كشف حج الخسائر التي تسببت فيها الهجمة الإيرانية، و تغاضت عنها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد شكك موقع تيك ديبكا العبري، الذي يهتم بالشؤون الأمنية والعسكرية، بما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة عين الأسد، خاصة بما يتعلق بتقليله من مستوى وحجم الأضرار. وأشار الموقع إلى أن الصور الجوية التي التقطت للقاعدة بعد الهجوم الصاروخي، أثبتت أن أضرارا جسيمة وقعت في القاعدة، وأن خمس بنايات قد دمرت بفعل الهجوم، وهو ما يؤكد التصريحات الإيرانية بهذا الخصوص.
وأضاف الموقع أن هذه الصور لا تظهر فقط صورة مختلفة تمامًا عن تلك التي حاول الرئيس ترامب أن يرسمها، لكنها تؤكد أنه خلال الأشهر الخمسة التي انقضت منذ الهجوم على حقول النفط الرئيسية في المملكة العربية السعودية في 14 سبتمبر٢٠١٩ ، وحتى 8 يناير٢٠٢٠ يوم الهجوم على القاعدة العسكرية، حققت إيران إنجازًا استراتيجيًا آخر في تطوير قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية.
وتابع الموقع "أكد الرئيس ترامب، الذي تجاهل هذه الحقائق، أن الإيرانيين لم يلحقوا خسائر في صفوف القوات الأمريكية، لكنه لم يشرح ولم يسأل، كيف أن أياً من الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على القاعدة الأمريكية في غرب العراق لم يتم إسقاطها بواسطة أنظمة الدفاع الأمريكية".
وأورد الموقع ثلاثة خيارات تفسر عدم قدرة الأنظمة الأمريكية إسقاط الصواريخ، وهي: إما أن أنظمة الإنذار الأمريكية لم تكتشف الصواريخ عند إطلاقها من قواعدها في إيران، أو أن أنظمة الدفاع لم تعمل عندما انفجرت الصواريخ بالفعل في القاعدة الأمريكية، أو أن النظامين لم ينجحا في العمل".
وأوضح الموقع أن ذلك يؤكد أن الأنظمة الأمريكية لم تعد قادرة على التصدي للصواريخ الإيرانية وغير قادرة أيضا على اكتشافها قبل الإطلاق، والأخطر من ذلك هو دقة الصواريخ الإيرانية حيث إنها ضربت مركز القيادة في القاعدة وهو ما يشير بوضوح لدقة هذه الصواريخ.
ووفقا للموقع، فإن إطلاق الصواريخ الإيرانية على أهداف أمريكية هي المرة الأولى منذ الحرب الكورية في الخمسينيات التي تجرأت فيها أي دولة على إطلاق صواريخ على أهداف عسكرية أمريكية.
بمعنى آخر، بالنسبة لإيران، لم يعد الردع العسكري الأمريكي يعمل مقابل إيران.
وأشار الموقع إلى أن تداعيات هذا الوضع بالنسبة لـ"إسرائيل"، التي تقف مع الولايات المتحدة على خط المواجهة مع إيران، خطيرة للغاية. إذا لم تجد الولايات المتحدة حتى الآن طريقة للدفاع عن نفسها ضد الصواريخ الإيرانية، فمن الواضح أن إسرائيل أيضًا، من خلال أنظمة الإنذار المبكر وأنظمة الدفاع الجوي التي تعتمدها وترتبط بالأنظمة الأمريكية، ليست لديها قدرة على إسقاط الصواريخ الإيراني.
لذلك، ووفقا للموقع، فإن الاستنتاج الرئيسي والفوري للهجوم الصاروخي الإيراني على القاعدة الأمريكية في عين الأسد في العراق يجب أن يكون بمثابة إشارة إنذار لـ"إسرائيل" حول ما هو متوقع منها في حالة وقوع هجوم صاروخي إيراني عليها، بدلاً من تقديم صورة للتطورات العسكرية الأكثر إثارة للإعجاب، يجب قول الحقيقة البسيطة التي تؤكد أن الهجوم الإيراني على عين الأسد زاد من تعرض "إسرائيل" لخطر اختراق الصواريخ الإيرانية.