وتأتي هذه الضربات الصاروخية بينما دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قوات جبهة تحرير تيغراي إلى الاستسلام خلال يومين لقوات الجيش الوطني، "إنقاذا لأرواحهم" على حدّ وصفه.
وكسرت قوات من الجيش الإثيوبي الحصار الذي فرضته عليه قوات إقليم تيغراي، وبدأت في استرداد مواقع خسرتها بعد هجمات مضادة، بينما أسقط البرلمان الإثيوبي الاتحادي الحصانة عن 39 مسؤولا في جبهة تحرير تيغراي المتمردة.
وأفاد رئيس أركان الجيش الإثيوبي، الجنرال برهانو جولا، بأن القيادة الشمالية التي كانت تحت الحصار لمدة خمسة أيام باتت تهاجم على جميع الجبهات وتستعيد العديد من المواقع التي خسرتها.
وأضاف برهانو أن الكتائب السابعة والثامنة و23 و11 و31 و20 والرابعة والآلية الخامسة تمكنت من كسر الحصار وإعادة تجميع صفوفها لشن هجمات على جبهات مختلفة.
واعتبر أن مهمة الجيش المتبقية صغيرة مقارنة بما تم إنجازه حتى الآن، لافتا إلى أن الجيش أعاد تنظيم نفسه واستولى على مناطق من دانشا ومطار حميرة إلى باكر في تيغراي.
يبلغ عدد سكان إقليم تيغراي، الذي يحده من الشمال إريتريا ومن الغرب السودان، حوالي خمسة ملايين نسمة، ويتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن النظام الفيدرالي المتبع في إثيوبيا، ويحكم الإقليم جبهة تحرير تغراي، ورئيسها جبرا ميكائيل.
تعاني إثيوبيا من انقسامات عرقية وأزمات اقتصادية كبيرة عندما تسلم آبي أحمد السلطة فبل نحو عامين، ففي العام 2017 وقع إجبار أكثر من مليون إثيوبي على النزوح لأسباب تتعلق بصراعات عرقية وأخرى ترتبط بموجات جفاف ونقص كبير في الغذاء والخدمات في بعض المناطق.
لكن آبي واجه اختبارا كبيرا، عندما سقط قرابة 240 قتيلا في أعمال العنف والاحتجاجات التي اندلعت في إثيوبيا في يوليو 2020 عندما اشتعلت اشتباكات عرقية على خلفية مقتل المغني الشعبي هاشالو هونديسا، الذي يعتبره الكثير من أفراد إثنية "الأورومو" التي ينتمي إليها "آبي" صوتا لمعاناتهم من التهميش.
واندلعت تلك الاحتجاجات في العاصمة أديس أبابا وفي منطقة أوروميا المحيطة التي تتحدر منها أكبر قومية في البلاد والتي لطالما شعرت بأنها مهمشة ومضطهدة في البلد متعدد الأعراق.