استهدفت التجربة البريطانية اختبار مدى قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على سرعة اكتشاف وتعقب واعتراض صواريخ فرط-صوتية وباليستية بالمقارنة مع التدخل البشري.
الصواريخ الفرط-صوتية من بين أقوى الأسلحة في الترسانات البحرية الحديثة، ولأنها قادرة على الطيران أسرع من الصوت بالقرب من سطح البحر، يصعب رصدها واكتشاف مساراتها، كما تتطلب عملية اعتراضها حسابًا فوريًا وسرعة اتخاذ للقرارات، بما يسمح بالتصدي وتدمير التهديد المعادي على بعد يصل إلى 1500 متر قبل بلوغ هدفها.
ومع ظهور أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، فإن هناك خطرا من أن مشغلي الدفاع الجوي البشر، حتى بمساعدة أجهزة الكمبيوتر، يمكن أن يضطروا إلى الانغماس في مهام تحليل لكم هائل من البيانات وتحديد مصادر التهديد ومن ثم اتخاذ القرار الصحيح لاتخاذ الإجراءات الدفاعية المضادة.
ويسمح استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في هذه المهام على توظيف القدرة على التعلم من مجموعات كبيرة من البيانات واستخراج الأنماط منها، بما يمكنها من سرعة تحليل التدفق الهائل للبيانات التي توفرها أجهزة الاستشعار المتطورة بشكل متزايد، وتحديد وتتبع التهديدات الصاروخية.
ووفقًا للبحرية البريطانية، سمحت أنظمة الذكاء الاصطناعي المتكاملة للمشغلين البشر بتحديد تهديدات الذخيرة الحية بسرعة أكبر، وساعدت غرفة العمليات على متن المركبة الحربية، التي أصبحت الأعباء على عاتقها أقل، على تحقيق تفوق مميز.
وبالنسبة للتدريبات البحرية بالذخيرة الحية، والتي استمرت ثلاثة أسابيع، نشرت البحرية ثلاث سفن حربية هي المدمرة HMS Dragon والفرقاطات HMS Lancaster و HMS Dragon، والتي أقلت على متنها، إلى جانب الطواقم والقوات العسكرية، خبراء من مختبر الدفاع التابع للحكومة البريطانية Dstl، وشركاء الصناعة من شركات Roke وCGI وBAE Systems.
وتم استخدام أنظمة Startle، التي تراقب البيئة الجوية من داخل غرفة عمليات السفينة الحربية، لتقدم توصيات وتنبيهات في الوقت الفعلي، ومنظومة Sycoiea، التي تأخذ النتائج من Startle وتساعد في تحديد الصواريخ القادمة وتحدد نوع السلاح الواجب استخدامه لدرء الخطر وتدمير الهدف المعادي بنجاح.