الرؤية المصرية:- دعا عضوان جمهوريان في الكونغرس الأمريكي، دارين لحود وداريل عيسى، الرئيس دونالد ترامب اليوم إلى فرض عقوبات اقتصادية صارمة على رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، محذرين من أن تأثيره على الانتخابات البرلمانية المقررة في مايو 2026 قد يعزز نفوذ حزب الله وحلفائه، في خطوة تعكس قلق واشنطن المتزايد من الشلل السياسي في بيروت.
وجه الخطاب، الذي وقعه لحود وعيسى – اللذان يشتركان في أصول لبنانية ويترأسان اللجنة الصداقة الأمريكية-اللبنانية – إلى ترامب مباشرة، مشددين على مراقبة "كل خطوة" نحو الانتخابات التي وصفاها بـ"المحورية" لمنع حزب الله من اكتساب أي أرض إضافية، مع الإشارة إلى ضعف نفوذ إيران في لبنان وخسائر حزب الله في قادة وبنية تحتية.
وأضافا أن "النخب السياسية الفاسدة"، بما فيها حلفاء بري، مصممة على عرقلة الحقوق الديمقراطية، مطالبين باستخدام "جميع الأدوات المتاحة" مثل تجميد الأصول بالدولار أو الموجودة في الولايات المتحدة لأي مسؤول يعيق الإصلاحات.
يأتي الدعوى في سياق نزاع حاد حول القانون الانتخابي اللبناني، حيث يضغط بري – زعيم حركة أمل المتحالفة مع حزب الله – لإعادة الحد الأقصى لمقاعد الشتات إلى ستة فقط، مما يحد من مشاركة ملايين اللبنانيين في الخارج الذين يميلون غالبًا إلى دعم المعارضة لحزب الله، وفق مراقبين سياسيين.
ووصف النائبان هذه الخطوة بأنها "تقف في طريق التقدم"، محذرين من أن أي تأجيل لجلسة برلمانية حول الإصلاحات سيكون "غير مقبول" و"محاباة كاملة" للحزب وحلفائه.
من المتوقع أن ينتج الانتخابات برلمانًا جديدًا يضم 128 عضوًا، لكن الفصائل اللبنانية غارقة في خلافات قد تؤجل العملية مرة أخرى، مما يفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية في البلاد.
ويأتي هذا الضغط الأمريكي بعد سلسلة من الدعوات السابقة من نفس النائبين، بما فيها رسالة إلى إدارة بايدن في أكتوبر 2024 لفرض عقوبات على بري بسبب عرقلة الانتخابات الرئاسية، مما يشير إلى استمرارية السياسة الجمهورية تجاه بيروت.
أكد لحود وعيسى في خطابهما أن "هذا وقت العمل حقًا"، مستغلين ضعف حزب الله النسبي بعد خسائره في الاشتباكات مع إسرائيل منذ أكتوبر 2023، لدفع نحو انتخابات فورية تضعف قبضة الجماعة على الدولة. ويعكس الخطاب القلق الواسع في الكونغرس من أن الوضع السياسي قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات أو تعديل قواعدها لصالح حزب الله، مما يهدد الاستقرار الإقليمي.
مع تزايد الضغوط الدولية، يبقى السؤال: هل يستجيب ترامب لهذه الدعوة بسرعة، أم ستظل لبنان أسيرة الشلل السياسي أمام تحدياتها المتفاقمة؟