روسيا تُصعّد دبلوماسيًا وتحذر بريطانيا من رد حازم بعد سحب اعتماد موظفي سفارتها

الرؤية المصرية:-- في تطور دبلوماسي جديد، حذرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الاثنين 7 مارس 2025، المملكة المتحدة من أنها ستواجه ردًا حازمًا ومماثلاً إذا قررت التصعيد، وذلك عقب قرار موسكو سحب اعتماد اثنين من موظفي السفارة البريطانية في العاصمة الروسية.

روسيا تُصعّد دبلوماسيًا وتحذر بريطانيا من رد حازم بعد سحب اعتماد موظفي سفارتها
روسيا تُصعّد دبلوماسيًا وتحذر بريطانيا من رد حازم بعد سحب اعتماد موظفي سفارتها

جاء هذا التحذير في بيان رسمي أصدرته الخارجية الروسية، التي أعلنت فيه استدعاء ممثل السفارة البريطانية للاحتجاج على ما وصفته بانتهاكات صارخة للقوانين الروسية من قبل موظفي البعثة الدبلوماسية.

تفاصيل الحادثة

وفقًا للبيان، كشفت الجهات الروسية المختصة أن الموظفين البريطانيين قدموا معلومات كاذبة عمدًا عند تقدمهما للحصول على تأشيرة دخول إلى روسيا، وهو ما تعتبره موسكو انتهاكًا لتشريعاتها.

 وأشار البيان إلى أن هذين الموظفين، اللذين يُعتقد أنهما ينتميان إلى أجهزة الاستخبارات البريطانية، تم تجريدهما من اعتمادهما الدبلوماسي بناءً على المادة 9 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تتيح للدولة المضيفة سحب اعتماد أي دبلوماسي يُعتبر غير مرغوب فيه.

ونتيجة لذلك، أُمهل الموظفان أسبوعين لمغادرة الأراضي الروسية.

موقف روسيا الحازم

أكدت الخارجية الروسية أن هذا الإجراء يأتي في إطار حماية الأمن القومي، مشددة على أن موسكو لن تتسامح مع أي أنشطة استخباراتية أجنبية على أراضيها.

وجاء في البيان: "موقف روسيا الحازم في هذه المسألة تحدده مصالح الأمن القومي"، مضيفة أنها حذرت لندن من مغبة أي تصعيد قد يفاقم التوترات بين البلدين.

كما دعت الوزارة المواطنين البريطانيين إلى الالتزام بتقديم معلومات دقيقة وكاملة عند التقدم للحصول على تأشيرات روسية، في إشارة إلى أن أي مخالفات مستقبلية ستُواجه بإجراءات صارمة.

اتهامات بالتجسس

في سياق متصل، أفادت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية (FSB) في وقت سابق اليوم أنها كشفت عن جاسوسين يعملان تحت غطاء السفارة البريطانية، وهما السكرتير الثاني في السفارة وزوج دبلوماسية بريطانية أخرى.

وأوضحت الهيئة أن الموظفين تورطا في أعمال استخباراتية تخريبية، مستندة إلى الأدلة التي جمعتها والتي أثبتت تقديمهما معلومات كاذبة عن هوياتهما.

 هذه الاتهامات عززت موقف الخارجية الروسية في اتخاذ إجراءات فورية ضدهما.

السياق الدبلوماسي الأوسع

يأتي هذا التصعيد وسط توترات دبلوماسية متفاقمة بين روسيا وبريطانيا، التي شهدت تدهورًا كبيرًا في العلاقات منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022.

ومع دخول الحرب عامها الثالث، تواصل بريطانيا فرض عقوبات على روسيا بالتعاون مع حلفائها الغربيين، مما دفع موسكو إلى الرد بإجراءات مضادة، بما في ذلك طرد دبلوماسيين واتهامات متبادلة بالتجسس.

وتُعد حادثة سحب الاعتماد هذه امتدادًا لسلسلة من الأزمات، أبرزها تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا عام 2018، التي أدت إلى تبادل طرد دبلوماسيين بين الطرفين.

التحديات المستقبلية مع استمرار التوترات الجيوسياسية، يبدو أن العلاقات بين موسكو ولندن مرشحة لمزيد من التأزم. ويشير التحذير الروسي إلى استعداد موسكو للرد بقوة على أي خطوات بريطانية مضادة، مثل طرد دبلوماسيين روس من لندن، مما قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد الدبلوماسي.

وفي ظل المناخ السياسي الراهن، يظل من الضروري على الدبلوماسيين والمواطنين البريطانيين التعامل بحذر مع المتطلبات القانونية الروسية لتجنب المزيد من الاشتباكات.

تُبرز هذه الأزمة الدبلوماسية الحديثة عمق الخلافات بين روسيا والمملكة المتحدة، وتؤكد أن الأمن القومي يبقى خطًا أحمر بالنسبة لموسكو. ومع تبادل الاتهامات وتهديدات الرد المتبادل، تظل التداعيات المستقبلية لهذا الحدث تحت المراقبة، في انتظار رد فعل بريطانيا الرسمي على الإجراءات الروسية.