وفي مقابلة أجرتها معه مجلة "نوفيي ريغيوني روسيي"، قال لافروف: "من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات بعيدة المدى، لكن ما سمعناه حتى الآن من ممثلي إدارة دونالد ترامب أمر يبعث على التفاؤل بشكل عام".
وأشار إلى أن هذه التصريحات "تبعث على الأمل"، مما يعكس إمكانية حدوث تطور إيجابي في العلاقات الروسية-الأمريكية فيما يتعلق بالنزاع الأوكراني.
اقرأ ايضأ:-
تصريحات ترامب وإشارات دبلوماسية جديدة
استند لافروف في تفاؤله إلى عدة نقاط بارزة.
- أولاً، أشار إلى أن الرئيس ترامب نفسه اعترف بأن توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومحاولات ضم أوكرانيا إليه كانا من الأسباب الجذرية للنزاع.
- ثانياً، لفت الانتباه إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التي تحدث فيها عن التعددية القطبية في العالم وضرورة احترام مصالح جميع الدول - الكبيرة والصغيرة - في إطار الأمم المتحدة.
- وثالثاً، أشار إلى خطوة دبلوماسية لافتة تمثلت في تصويت الدبلوماسيين الأمريكيين، لأول مرة منذ ثلاث سنوات، إلى جانب روسيا والدول المتشابهة في التفكير، ضد قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة روجت له أوكرانيا بدعم من الاتحاد الأوروبي، ووصفه لافروف بأنه "بغيض".
موقف روسيا من المفاوضات والمصالح الوطنية
أكد لافروف على الموقف الروسي الثابت الذي عبر عنه الرئيس فلاديمير بوتين مراراً، وهو الاستعداد الدائم للمفاوضات، ولكن مع التشديد على أهمية ضمان المصالح الوطنية الروسية.
وأوضح أن القضاء على الأسباب الجذرية للنزاع في أوكرانيا يمثل أولوية، مشيراً إلى أن هذا الموضوع كان محور محادثة هاتفية بين بوتين وترامب في 12 فبراير.
وحدد لافروف هذه الأسباب في التهديدات الأمنية الناتجة عن توسع الناتو شرقاً نحو الحدود الروسية، فضلاً عن سياسات نظام كييف التي وصفها بأنها تهدف إلى "إبادة" كل ما يرتبط بروسيا والعالم الروسي، بما في ذلك اللغة الروسية، والثقافة، والأرثوذكسية، ووسائل الإعلام الناطقة بالروسية.
السياق الدبلوماسي والتوقعات المستقبلية
تأتي تصريحات لافروف في ظل علاقات روسية-أمريكية مشحونة بالتوتر منذ سنوات، بسبب النزاع في أوكرانيا والعقوبات المتبادلة.
ومع ذلك، فإن المواقف الأخيرة لإدارة ترامب، كما يراها لافروف، قد تحمل بصيص أمل لتخفيف حدة هذا التوتر.
لكنه حذر من التسرع في التفاؤل، مشيراً إلى أن التطورات المستقبلية ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه التصريحات ستتحول إلى خطوات عملية أم ستبقى مجرد كلمات دبلوماسية.
يبدو أن لافروف يرى في هذه التصريحات فرصة لإعادة تقييم العلاقات بين موسكو وواشنطن، مع التأكيد على أن أي تقدم يجب أن يراعي المصالح الروسية ويعالج جذور الأزمة في أوكرانيا.