الرؤية المصرية:- موسكو – حققت روسيا هدفها السنوي في تعزيز صفوف الجيش المتعاقد قبل نهاية 2025 بأكثر من 400 ألف مجند، بالإضافة إلى 34 ألف تطوعي، مما يعني اكتمال تشكيل قواتها المهنية دون الحاجة إلى حملة تجنيد إلزامية، وفقاً لإعلان نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف اليوم الثلاثاء.
جاء الإعلان خلال اجتماع رفيع المستوى حول تعزيز القوات المسلحة بالعسكريين المتعاقدين، حيث أكد مدفيديف أن "الأهداف التي حددها القائد الأعلى للقوات المسلحة للفترة الحالية قد تحققت عملياً"، مشيراً إلى أن هذه الأرقام لا تشمل ديسمبر الحالي، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 450 ألفاً بحلول نهاية العام، أي نحو 37.5 ألف مجند شهرياً.
وتأتي هذه الإنجازات في سياق مستمر منذ بداية العام، إذ كشف مدفيديف في مايو الماضي عن انضمام نحو 175 ألف متعاقد، بينما بلغ العدد 336 ألفاً في أكتوبر، مما يعكس تسارعاً ملحوظاً في التوظيف. وفي العام الماضي 2024، وقّع ما يقرب من 440 ألف شخص عقوداً مع وزارة الدفاع الروسية، حسب بيانات رسمية، مما يجعل 2025 عاماً قياسياً في بناء الجيش المهني.
يُعتبر هذا التعزيز خطوة استراتيجية حاسمة في مواجهة التحديات الأمنية، خاصة في سياق العمليات العسكرية المستمرة في أوكرانيا، حيث يعتمد الجيش الروسي على المتعاقدين لتعزيز الفعالية دون اللجوء إلى التجنيد الإلزامي الذي أثار جدلاً داخلياً سابقاً.
وأوضح مدفيديف أن الوضع "المرضي" في التوظيف يعكس نجاح حملات الدعاية والحوافز المالية، بما في ذلك رواتب تصل إلى مئات الآلاف من الروبلات، مدعومة بتدريب متقدم ودعم اجتماعي للعائلات.
من جانب آخر، أشارت تقارير إعلامية روسية إلى أن هذا الإنجاز يأتي وسط توترات دولية متزايدة، حيث حذرت منظمات غربية من أن تعزيز الجيش الروسي قد يطيل أمد الصراع في أوروبا الشرقية، بينما يرى محللون في موسكو أنه يعزز الردع الاستراتيجي لروسيا أمام التحالفات الناتوية.
مع اقتراب نهاية العام، يبقى السؤال: هل سيؤدي هذا التعزيز إلى توازن قوى جديد في المنطقة، أم يفتح الباب أمام تصعيد يهدد الاستقرار العالمي؟ الإجابة قد تكمن في الشهور الأولى من 2026.