"الخفاش" في قبضة إسرائيل: اعتقال مفاجئ في درعا يشعل مخاوف "حرب حتمية" مع سوريا

#سوريا_إسرائيل #درعا #توغلات_إسرائيلية #الجولان

 "الخفاش" في قبضة إسرائيل: اعتقال مفاجئ في درعا يشعل مخاوف "حرب حتمية" مع سوريا

الرؤية المصرية:- دمشق – في تصعيد أمني يثير تساؤلات حول مصير الاستقرار السوري الوليد، أكد الجيش الإسرائيلي اعتقال شخص يُلقب بـ"الخفاش" خلال مداهمة ليلية في قرية العارضة غربي درعا، جنوب سوريا، مساء أمس، وذلك بعد تصريحات وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي الذي حذر من أن "الحرب على سوريا باتت حتمية" عقب تداول فيديوهات لتحركات قوات سورية قرب الحدود.

وأفادت صحيفة "معاريف" العبرية أن قوات من لواء 474، المسؤول عن الجولان المحتل، نفذت العملية كجزء من "نشاط مستمر لمنع تشكيل تنظيمات إرهابية" في المنطقة، مشيرة إلى أن اللواء يعمل حالياً جنوب هضبة الجولان السورية ويجري استجواب مشتبهين في درعا.

 ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الحادث بأنه "انتهاك صارخ للسيادة السورية"، محذراً من أنه أثار "قلقاً شديداً بين المدنيين" خوفاً من تكرار التوغلات الإسرائيلية المتزايدة.

وكشفت قناة "الإخبارية" السورية أن القوات الإسرائيلية توغلت منتصف الليلة الماضية في القرية، محاصرة منزل لعائلة واعتقال الشاب محمد القويدر – المعروف بلقب "الخفاش" – في عملية مفاجئة أثارت حالة من الذعر بين السكان.

ومع ذلك، أعلنت وسائل إعلام سورية مساء اليوم إفراجاً مفاجئاً عن القويدر بعد ساعات قليلة، دون تفاصيل عن أسباب الاعتقال أو التحقيق، مما يعزز الشكوك حول دوافع تل أ أبيب في هذه المناطق الحدودية الحساسة. 

يأتي هذا الاعتقال في سياق تصريحات شيكلي الجريئة الثلاثاء، حيث نشر على منصة إكس فيديو يظهر جنوداً سوريين يهتفون بشعارات مؤيدة لفلسطين في عرض عسكري بدمشق، معتبراً إياه "تهديداً أمنياً مباشراً" يؤكد "حتمية الحرب". وأضاف شيكلي أن "الجيش السوري الجديد، المدعوم من إيران وتركيا، يشكل خطراً وجودياً"، مشدداً على ضرورة "القضاء على هذا التهديد قبل فوات الأوان".

 وجاءت كلماته عقب جولة ميدانية للسفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك والتز مع نظيره الإسرائيلي داني دانون في الجولان، حيث وقعت اشتباكات مع مدنيين سوريين أسفرت عن إصابات.

من جانب آخر، عقد رئيس الأركان الإسرائيلي اللواء إيال زامير اجتماعاً طارئاً صباح اليوم لبحث "احتمال هجوم مباغت من الجبهة السورية"، محذراً من أن "تنظيمات إرهابية في جنوب شرق سوريا، مدعومة إيرانياً، تتحرك في شاحنات تويوتا مجهزة برشاشات تحمل عشرة مسلحين كل واحدة، مزودين بأسلحة خفيفة وقنابل يدوية".

 وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن هذه التحركات "تشكل تهديداً وشيكاً"، رغم أن المنطقة تشهد منذ سنوات اعتداءات إسرائيلية متكررة، بما في ذلك غارات جوية وتوغلات أرضية، أدت إلى مقتل عشرات السوريين وتدمير بنى تحتية.

وفقاً لتقارير من "وول ستريت جورنال"، يُفاقم الموقف الإسرائيلي العدائي الخلافات مع واشنطن، التي تحث على "الحوار" لتجنب تصعيد يهدد الاستقرار الإقليمي، خاصة مع الجهود الأمريكية لترتيب اتفاق أمني بين الجانبين.

 وفي الوقت نفسه، يرى مراقبون أن هذه العمليات تعكس استراتيجية إسرائيلية لتعزيز سيطرتها على المناطق الحدودية بعد سقوط نظام الأسد، مستغلة الفوضى لمنع عودة نفوذ إيراني أو ميليشيات مدعومة منها.

هل ستؤدي هذه الدورة من التوترات إلى مواجهة عسكرية شاملة، أم تبقى مجرد "عمليات وقائية" كما يدعي الجانب الإسرائيلي؟ الإجابة قد تحدد ما إذا كانت سوريا الجديدة قادرة على الحفاظ على سيادتها، أم ستغرق في دوامة صراعات حدودية جديدة.