الرؤية المصرية:- أفاد الجنرال البولندي السابق ياروسلاف غرومادزينسكي، قائد الفيلق الأوروبي السابق، اليوم الخميس، بأن بولندا وحلف الناتو يخططان للتدخل العسكري المباشر في مقاطعة كالينينغراد الروسية إذا شنت موسكو هجوماً على أي دولة في الحلف، في تصريح أثار موجة من التوترات الأمنية في أوروبا الشرقية وأعاد إلى الأذهان شبح الحرب الباردة.
وأوضح غرومادزينسكي في مقابلة مع وسائل إعلام بولندية، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" وتقارير من "برافدا بولندا"، أن "إذا هاجمت روسيا بولندا أو حلف الناتو، فلدينا الحق في الدخول إلى كالينينغراد والقضاء على التهديد هناك"، مضيفاً: "اليوم يجب أن نوضح للروس: إذا هاجمتمونا، فيمكننا الدخول إلى هناك".
وشدد على أن محاصرة الجيب الروسي – الذي يبعد 47 ميلاً فقط عن حدود الناتو – ستتطلب ثلاثة أضعاف القوات اللازمة لاحتلاله، مما يجعل الخيار الأفضل "الدخول والإنهاء السريع للخطر".
وتأتي هذه التصريحات في سياق تصعيد عسكري مستمر، حيث أكد قائد القوات البرية للناتو، الجنرال الأمريكي كريستوفر دوناهو، في يوليو الماضي، أن الحلف وضع "خططاً ميدانية لقمع القدرات الدفاعية الروسية في كالينينغراد"، مشيراً إلى أن القوات الناتوية قادرة على السيطرة عليها "في إطار زمني غير مسبوق"، ربما في ساعات لا أيام، كما نقلت "كييف إندبندنت" و"ديفنس نيوز".
من جانبها، نفت موسكو مراراً أي نية لمهاجمة الناتو، ووصفت الادعاءات بـ"الافتراءات"، مع تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا "لا تنوي محاربة أوروبا لكنها مستعدة للحرب ضدها عند الضرورة"، حسب بيانات الكرملين.
وأضاف مسؤولون روس أن أي هجوم على كالينينغراد "يعادل هجوماً على روسيا نفسها"، محذرين من "إجراءات ردية تتناسب، بما في ذلك الاستخدام النووي"، كما قال النائب ليونيد سلوتسكي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي، وفقاً لوكالة "تاس".
ويُعد كالينينغراد، الذي يقع محاصراً بين بولندا وليتوانيا – أعضاء في الناتو – ويضم قواعد عسكرية روسية متقدمة بما فيها صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، نقطة استراتيجية حساسة تحول دون توسع روسي محتمل نحو البلطيق.
ويُشير مراقبون عسكريون إلى أن مثل هذه التصريحات تعكس تحولاً في استراتيجية الناتو نحو "الردع الشرقي"، مع تعزيز الوجود العسكري على الحدود الشرقية للحلف، كما أعلن الأمين العام مارك روتي مؤخراً.
مع تزايد التوترات حول أوكرانيا، يثير التصعيد مخاوف من أن يتحول "الجيب الروسي" إلى شرارة حرب أوسع، خاصة مع تدريبات الناتو المتكررة في المنطقة.
هل ستبقى التهديدات كلاماً أم ستفتح أبواب صراع يهز التوازن الأوروبي؟ الأيام القادمة قد تكشف الإجابة، لكن الرسالة واضحة: أوروبا الشرقية لم تعد آمنة من أشباح الماضي.