الرؤية المصرية:- أهدى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري البابا فرانسيس كتاباً يوثق مسيرة يسوع المسيح في جنوب لبنان، محذراً من معاناة أهله جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، في لقاء عاطفي بقصر بعبدا يوم الأحد، ليجمع بين التراث الديني والواقع الأليم، مطالبًا بحماية السكان ودعم حقهم في العيش بسلام.
قال بري للبابا: "أول معجزة أقدم عليها السيد المسيح كانت في صور جنوب لبنان، وهذا هو الجنوب الذي تعتدي عليه إسرائيل اليوم، عدوها الحجر والبشر"، مشيراً إلى التهجير القسري والقصف الذي يستهدف المدنيين والقرى الحدودية، فيما يتزامن ذلك مع وصول البابا إلى بيروت وسط أجواء من الترحيب الشعبي والرسمي.
الكتاب، من تأليف الباحث الإيطالي مارتينيانو بيليغرينو رونكاليا، يستند إلى وثائق تاريخية ودينية ليؤكد أن لبنان كان محطة أساسية في رسالة المسيح، خاصة في قانا وصور وصيدا وبانياس، حيث أجرى معجزاته الأولى، مما يجعل الهدية رمزاً للترابط الروحي بين لبنان والمسيحية.
ويأتي اللقاء في سياق زيارة بابوية تاريخية، حيث وصل فرانسيس إلى مطار رفيق الحريري يرافقه وفد رفيع، واستقبله الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ليتوجه بعدها إلى بعبدا حيث عقد اجتماعاً رباعياً مع القيادات اللبنانية، مؤكداً دعمه للوحدة الوطنية والسلام في المنطقة.
من جانبه، أعرب البابا عن تضامنه مع الشعب اللبناني، مشدداً على أهمية حماية التراث الديني والإنساني في جنوب لبنان، الذي يُعتبر مهد معجزات المسيح، فيما يعكس التصريح اللبناني قلقاً متزايداً من تصعيد إسرائيلي يهدد استقرار الحدود.
مع استمرار الاعتداءات، يبقى السؤال: هل ستكون زيارة البابا نقطة تحول تدفع المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات، أم ستظل صرخة بري صدىً في وادي الظلم الإقليمي؟ الإجابة قد تكشفها الأيام القليلة المقبلة في لبنان الجريح.