الرؤية المصرية:- كشف رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري تفاصيل سقوط مقترح أمريكي للتفاوض مع إسرائيل، الذي كان يقضي بوقف عملياتها لشهرين وانسحاب فوري من الأراضي المحتلة، بعد رفض تل أبيب القاطع، مما يعيد الاعتماد على آلية "الميكانيزم" الدولية لوقف إطلاق النار، وسط تحذير المبعوث الأمريكي توماس براك من تدخل إسرائيلي أحادي إذا تردد لبنان في نزع سلاح حزب الله.
في مقابلة حصرية مع "الشرق الأوسط"، أفاد بري أن المبعوث براك أبلغ بيروت الأسبوع الماضي برفض إسرائيل للمقترح، الذي كان يبدأ باجتماع رؤساء الجمهورية جوزيف عون والبرلمان والحكومة نواف سلام معه لمناقشة انسحاب إسرائيلي خلال شهرين وترسيم الحدود، رغم رد لبنان الإيجابي. "سقط المسار التفاوضي تماماً"، قال بري، مشدداً التمسك باتفاق نوفمبر 2024، حيث أصبحت لجنة "الميكانيزم" تجتمع كل أسبوعين بدلاً من الاجتماعات المتقطعة السابقة.
اقرأ ايضأ:-
الكشف جاء بعد اجتماع بري مع عون صباح الاثنين، حيث ركز البحث على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في الجنوب وتداعيات قمة شرم الشيخ حول غزة، مع تأكيد رئاسة الجمهورية على "الأوضاع العامة الهشة".
هذا اللقاء يأتي بعد ثلاثة أيام من اجتماع عون مع سلام، وساعات قليلة بعد تحذير براك عبر "إكس" من أن "13 أكتوبر 2025 لحظة فارقة"، محذراً بيروت: "حان الوقت لنزع سلاح حزب الله، وإلا تتصرف إسرائيل أحادياً بعواقب وخيمة".
براك حذر صراحة من أن تردد لبنان قد يدفع حزب الله لتأجيل انتخابات 2026 بذريعة الحرب، مما "يمزق النظام السياسي الهش ويعيد الطائفية إلى الواجهة"، محولاً "أزمة عابرة إلى انهيار مؤسسي كامل".
التحذير يعكس ضغوطاً أمريكية متزايدة، خاصة مع استمرار الخروقات الإسرائيلية التي سجلت 150 انتهاكاً منذ الاتفاق وفق تقارير الأمم المتحدة، بما في ذلك قصف نقاط جنوبية أدى إلى مقتل 12 مدنياً الأسبوع الماضي.
**بري "متشائل" ويرفض التصنيفات:** "لست متشائماً ولا متفائلاً، أنا متشائل"، قال بري في تعبير يلخص الواقع المعقد، مشدداً أن "الميكانيزم" الوحيد المتبقي يضم ممثلين عن الدول الراعية (أمريكا، فرنسا) والمعنية، مع اجتماعات منتظمة لمراقبة التنفيذ.
خبير لبناني في شؤون الشرق الأوسط قال لـ"الرؤية المصرية": "رفض إسرائيل يؤكد استراتيجيتها في التمدد، بينما يضع براك لبنان أمام خيار: نزع السلاح أو مواجهة غزو جديد".
التطورات تأتي وسط تصعيد إقليمي، حيث سجل الجنوب 25 اعتداء إسرائيلي يومياً، مع نزوح 90 ألف لبناني إضافيين منذ أغسطس، وفق منظمة الهجرة الدولية.
مراقبون يرون أن "الميكانيزم" المعزز قد يمنع تصعيداً فورياً، لكنه لا يحل جذور النزاع، خاصة مع مطالب إسرائيل بـ"نزع سلاح كامل" لحزب الله مقابل انسحاب جزئي. قائد سياسي معارض أكد أن "هذا الرفض الإسرائيلي يعزل تل أبيب دولياً، لكنه يفاقم معاناة الجنوبيين".
مع اقتراب اجتماع "الميكانيزم" القادم، يتزايد الضغط على بيروت للتوفيق بين السيادة والضغوط الخارجية. هل ينجح الاجتماع المنتظم في إجبار إسرائيل على الانسحاب، أم يفتح تحذير براك باباً لتصعيد عسكري يهدد استقرار المنطقة بأكملها؟