#حدود_مصر #إسرائيل_وغزة #أمن_إقليمي
القاهرة – كشف تقرير إسرائيلي، نشره موقع "زمان" الإخباري العبري يوم 1 أكتوبر 2025، عن وضع الجيش الإسرائيلي خطوطًا حمراء على طول محور فيلادلفيا المتاخم للحدود المصرية، مما أثار جدلًا حول تداعيات هذا التحرك على استقرار المنطقة.
التقرير حذر من أن غياب اتفاقات دقيقة حول الشريط الأمني والسيطرة على الحدود قد يعيق الاستجابة الأمنية الإسرائيلية بعد انتهاء المعارك في غزة، مؤكدًا أن "الواقع على الأرض" هو المحرك الرئيسي لهذه الخطوط الحمراء، وليس المفاوضات الدبلوماسية الجارية في واشنطن.
اقرأ ايضأ:-
التقرير أبرز مطالبة القيادة العسكرية الإسرائيلية بتوضيحات حول نقائص الحوار الدبلوماسي، مشيرًا إلى أن رئيس الأركان السابق هرتس هاليفي، وخليفته إيال زامير، اتفقا على مرونة في التعامل مع صفقة إطلاق سراح الأسرى، حتى لو تطلبت انسحابًا مؤقتًا يعقبه عودة للقتال. لكن هذا الموقف يتعارض مع رؤية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي شدد في زيارته لواشنطن يوليو الماضي على ترتيب أولويات الحرب: تفكيك حماس ثم تحرير الأسرى. ومع ذلك، يواجه الجيش تحديات ميدانية، كما في كارثة رفح أغسطس 2024، حيث قُتل ستة أسرى بسبب اقتراب قوات من نفق دون علم، مما يعزز الحذر في تقدمه داخل غزة.
من الناحية الأمنية، يرى التقرير أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يضمن لإسرائيل حرية العمل العملياتي في غزة وإقامة منطقة أمنية واسعة حول المستوطنات، مع التركيز على محور فيلادلفيا كنقطة محورية. هذا المحور، الذي سمح بانسحاب 2005 بتهريب أسلحة لحماس، أصبح تحت السيطرة الإسرائيلية حاليًا، وتدعم خريطة البيت الأبيض الأخيرة استمرار هذا الوضع. رغم معارضة مصر الأولية لوجود إسرائيلي، قد تكون الضغوط الأمريكية دفعت نحو قبول حل مؤقت، ربما عبر آلية تفتيش مشتركة مع الجانب المصري والأمريكي تعتمد التحكم عن بُعد، وفق مصادر دفاعية إسرائيلية.
التوتر بين السياسة والعمليات يتفاقم بسبب غياب ضمانات أمريكية واضحة حول "اليوم التالي"، حيث اعتبرت تصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة في البيت الأبيض، التي أكدت حق إسرائيل في الأمن، غير كافية. ويرفض الجيش سيناريو دخول قوة أجنبية، خاصة مصرية أو إماراتية، خشية تقييد حركته، كما حذر جنرالات منذ عام من مخاطر قوة غير مألوفة بالواقع الميداني. رئيس بلدية سديروت، ألون دافيدي، أعرب عن قلقه، معتبرًا أن تخلي إسرائيل عن محيط أمني عميق قد يهدد أمن المنطقة.
وسط هذا السياق، يبقى محور فيلادلفيا رمزًا للصراع على السيطرة، حيث يُشترط الاحتفاظ به لضمان استقرار "اليوم التالي".
هل ستؤدي هذه الخطوط الحمراء إلى تصعيد مع مصر، أم ستنتهي بتسوية دبلوماسية تحافظ على الأمن الإقليمي؟