وقال هاربر، يوم الخميس، 21 ديسمبر2017، في الأمم المتحدة، كان لحكومة كندا الليبرالية خياران، إمَّا معارضة ترامب والتمسُّك بمبادئها، أو مواصلة نمط التصويت الذي دائماً ما اتفق مع قرارات الولايات المتحدة بخصوص الشرق الأوسط.
لكن أمام أنظار العالم كله، لم تتبع أياً منهما وامتنعت عن التصويت.
تحرَّكت كندا إلى هامش الصورة، وتركت بقية العالم يتَّخذ موقفاً.
لم ترد الحكومة في الأغلب استفزاز ترامب في الوقت الذي تحيط فيه الكثير من الشكوك بمستقبل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا).
ويضيف الكاتب، من ناحية أخرى، كانت كندا هي الدولة الوحيدة في مجموعة الدول الصناعية السبع، إلى جانب الولايات المتحدة، التي لم تُصوِّت لصالح إدانة تحرُّك ترامب.
وللوهلة الأولى، يبدو بالفعل أنَّ قرار امتناع كندا عن التصويت خطوة جبانة، لا سيما في ضوء التهديدات التي وجَّهتها نيكي هالي، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة.
كانت نيكي تدافع عن حق ترامب في اتخاذ خطوة استفزازية غير ضرورية في الشرق الأوسط لأسباب سياسية داخلية صارمة.
بل وكانت على وشك تدوين أسماء الدول التي صوتت ضد قرار الولايات المتحدة، ولم تكن تنوي أن تنسى نتيجة هذا التصويت.
كان أداءً مريعاً، في أعقاب تهديدات ترامب الصارمة بقطع المساعدات عن أي شخص يصوت ضده، لكنَّ كندا التزمت الهدوء.
وفي حالة كندا، يبعث الامتناع عن التصويت بالفعل رسالةً ما، لأنَّ حكومة ترودو، تماماً مثل حكومة ستيفن هاربر من قبلها، دعمت الولايات المتحدة بخنوعٍ في التصويت ضد قرارات الأمم المتحدة التي تُعتبَر مناهِضة لإسرائيل.
لكن في الأغلب، كانت الرسالة من وراء الامتناع عن التصويت هي أنَّ أوتاوا لم ترغب في أن تكون حاضرة، ولم ترد أن تتخذ موقفاً، بل وكانت تتمنى لو أن يمر كل هذا سريعاً، بحسب الكاتب الكندي.
كان ذلك يتماشى مع رد فعل أوتاوا المبدئي بعدم اتخاذ أي رد فعل على خطوة ترامب، والذي تمثَّل في بيانٍ لم تُذكَر فيه الولايات المتحدة أو الرئيس الأميركي، لكنَّه أكد فحسب على دعم كندا لحل الدولتين الذي يتضمن الاتفاق على وضع القدس.
وبامتناعنا (كندا) عن التصويت، لم نؤيد ترامب ولم نعارضه، لكن، بالطبع، سارعت واشنطن بتحوير النتائج على الفور والإشارة إلى أنَّ أولئك الذين امتنعوا عن التصويت قد دعموها.
ومع أنَّ 2017 كانت سنةً طويلة ومُرهِقة بالنسبة لحكومةٍ تتعامل مع ترامب كجارٍ لها، فضلاً عن استئناف محادثات النافتا الشهر المقبل، فإنَّ 2018 قد تكون أكثر صعوبة.