وبحسب السفيرة الإسرائيلية السابقة في مصر، أميرة أورون، فإن موقع مصر الجغرافي على حدود غزة وسيناء، إلى جانب دورها الإقليمي المحوري، جعلها في صدارة الدول المتأثرة.
اقرأ ايضأ:-
- زاخاروفا تعلق على تهديد وزير خارجية إسرائيل لأردوغان بمصير صدام حسين
- خبير مصري عن "ميناء غزة": ظاهره إنساني وباطنه عدائي
- دبابات إسرائيل في حي الزيتون بغزة ..و"المكتب الحكومي" ينفي
مصر: لاعب إقليمي رئيسي
أكدت أورون في مقالها أن الحرب عكست تعقيد العلاقات بين مصر وكل من إسرائيل، السلطة الفلسطينية، وحركة حماس، وهي علاقات تشكلت منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979. وأشارت إلى أن الحرب عززت مكانة مصر الإقليمية، التي تستمد قوتها من عدة عوامل:
الحجم والتاريخ: تمتلك مصر تاريخاً طويلاً كوحدة سياسية، إلى جانب قوتها السياسية والعسكرية.
القوة الناعمة: تتمثل في تأثيرها الثقافي عبر السينما، الموسيقى، ومؤسسة الأزهر، فضلاً عن استضافة مقر جامعة الدول العربية.
شبكة العلاقات الدولية: تحافظ مصر على علاقات وثيقة مع دول إفريقيا، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، روسيا، الصين، والهند، مما يعزز نفوذها في المحافل الدولية.
دور مصر في الحرب
برزت مصر كقوة قائدة في المنطقة خلال الحرب، حيث قادت جهوداً دبلوماسية وسياسية لاحتواء الصراع:
الوساطة بين إسرائيل وحماس: لعبت مصر دوراً مركزياً في طرح مبادرات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مع الحفاظ على موقف حازم ضد تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
تنسيق الموقف العربي: استضافت مصر قمة القاهرة للسلام في أكتوبر 2023، وقمة الطوارئ العربية في مارس 2025، حيث قدمت خطة لإعادة إعمار غزة.
تعزيز الدبلوماسية: قام الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزراء الخارجية بزيارات دولية للدفع نحو إنهاء الحرب وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
تحديات العلاقة مع إسرائيل
أوضحت أورون أن علاقات السلام مع إسرائيل تأثرت بالقضية الفلسطينية، مما أدى إلى تقلبات في العلاقات على مدار العقود. ورغم التزام القيادة المصرية بمعاهدة السلام كجزء من الأمن القومي، إلا أن الإعلام والجمهور المصري عبروا عن مواقف شديدة الانتقاد لإسرائيل، واصفين تصرفاتها بالعنيفة والمتطرفة.
رؤية مصر للحل
تسعى مصر إلى تعزيز المصالحة بين فتح وحماس كخطوة نحو إقامة دولة فلسطينية، مع دعم إصلاحات في السلطة الفلسطينية. كما أبدت استعدادها لتدريب أجهزة الأمن الفلسطينية لتولي مسؤوليات في غزة. في الوقت ذاته، تمارس مصر ضغوطاً على حماس، حيث يرى البعض أن إنهاء سيطرتها على القطاع ضروري لإنقاذ القضية الفلسطينية.
استمرار الالتزام بالسلام
رغم التحديات، تظل مصر وإسرائيل ملتزمتين بمعاهدة السلام، مع استمرار قنوات الاتصال الرسمية. ويبقى الأمل في تطوير هذا الحوار بعد انتهاء الحرب لتعزيز التعايش السلمي في المنطقة.