داخل حانة شعبية بدائية وعلى صوت مذياع مشوش الذبذبات، يدخل شاب بهندام محترم يدل على أنه من طبقة اجتماعية راقية ويحمل حقيبة قماشية على كتفه، يمشي متثاقلا، بسبب قطعه مسافة طويلة تناهز العشر كيلومترات، يدخل الحانة ينادي "من بالمكان؟" لاحتساء شراب جراء العطش الذي ألم به.
في الأثناء تخرج فتاة شابة تقريبا من نفس عمره ترتدي ملابس افريقية مزركشة الألوان، ترفض تقديم خدمة للشاب، الذي قدم نفسه على أنه صحفي بقناة أجنبية أوروبية، (يتكلم اللغة الفرنسية بطريقة جيدة أو يحذق اللسان الفرنسي)، بينما تتحدث الفتاة الإيفوارية بفرنسية منطوقة على الطريقة الإفريقية المعروفة..
تكتشف بعد نقاش وحوار طويل أنه عسكري، مخابراتي، تماما كما هو حالها هي المتظاهرة بأنها صاحبة حانة لا غير، يشتد النقاش والصراع، طيلة ساعة زمن يجسد بين بطلا المسرحية "سيسي فل حاج"، و"زيباتو باتريسيا"في دراما تطرح مسألة حرب الإخوة التي تعيشها افريقيا إلى أجل غير معلوم.
وعلى إيقاع الصراع بين الصحفي والمالك لغياب الثقة والقدرة على التواصل بينهما... تتجسّد الحقيقة من وراء الأقنعة، فيظهر العمل أنه في حالة الحرب بين الإخوة لا أمان لأحد وأن الجميع في خدمة الحيتان الكبرى ومصالحها، هم يصنعون الحرب، والبقية هم وقودوها.