هذا العمل المسرحي، مثل اكتشافا للمسرح الهندي من قبل الجمهور التونسي، تخللته لوحات راقصة، واشتغال على مدارس مسرحية مختلفة، فأنت أمام اقتباس صريح لرائعة "روميو وجوليات" لوليام شكسبير، قصة تراجيدية كلاسيكية، في قالب مسرحي هندي.
الجمهور كان متعطشا لاكتشاف تجربة مسرحية شابة قادمة من الهند، وتحديدا من المدرسة التي أسسها قمران فلفان سنة 2007 رفقة ثلة من الشباب العاشق للفن المسرحي المعاصر...
رحلة في رائعة "روميو وجولييت" ملونة بالثقافة الهندية وتراثها، حيث لم تسلم حتى صورة شكسبير الذي وضعوا على جبينه تلك النقطة المميزة للهنود، وأما مسرحيا، فقد كان الاشتغال على المدرسة البريشتية – نسبة إلى بريشت - واضحا فكان المسرح البلدي بكامل أرجائه فضاء للعب المسرحي الذي لم يقتصر على مجرد الحركة المسرحية والحوار، بل حضر الرقص، وفن السيرك، وحضرت في العرض تقريبا كل الفنون وأساسا السينما، كيف لا والمسرحية قادمة من بوليوود.
مسرحية بثلاث ساعات كانت بدايتها خفيفة ظل، قريبة على مستوى الشكل إلى "الفود فيل"، في نصفها الأول، تخللتها مشاهد تراجيدية، عبارة عن لوحات درامية داخل العمل الفني الحالم، ليقدم العمل نهاية ليست تراجيدية كما النهاية المألوفة في مختلف اقتباسات "روميو وجوليات"، نهاية سعيدة غيبت الموت المحتوم الذي ظل يحاصر "روميو" أو "جاك" في مسرحية "شاندالا لامبير".
المسرحية وإن غلب عليها القالب الكوميدي، إلا أنها تضمنت نقدا لاذعا للعادات والتقاليد البالية في الهند والتفرقة الطبقية والطوائف، والتي ألبسها المخرج قمران فلفان فقدم العجوز الذي يعيش في مملكته المقدسة.. يتغذى على الكره و الشرّ... وهو الذي قسّم العالم إلى أربع مناطق، منطقة في أوج النّقاء، هناك براهمان، و"كاتاريا" وهم المحاربون، ثم "فيزيا" وهم التجار، وأخيراً "سادراس" وهم الخدم.
وأضاف فئة خامسة تتكون من أولئك الذين لا تمسسهم نجاسة، والذين أطلق عليهم "Chandalas" يتم استبعادها من كل شيء لأنها يمكن أن تلوث نقاء الأشياء التي يلمسونها والأماكن التي يمرون بها والأرض التي يمشون عليها والماء الذي يشربونه والهواء الذي يتنفسونه، ليظهر ملاك، سوف يضايقه بسهامه هو "كاما"، كيوبيد ... سوف تتتغول شهية هذا الوحش للمحبين الأسطوريين "جاك" و"جاني"...