وقد عقدت الهيئة المديرة للمعرض، ندوة صحفية بمدينة الثقافة، بالعاصمة التونسية، لتقديم لمحة عن فقرات، وجديد هذه الدورة، التي تنتظم تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، وبالتعاون مع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية.
وقدمت مديرة هذه الدّورة، إيمان بوخبزة العناوين الكبرى لروافد معرض الكتاب التونسي، من حلقات نقاش وحوارات ولقاءات فكرية وأدبية وعلمية تمس مختلف القضايا الراهنة.
كما أعلنت عن جائزتين، الأولى لأفضل عمل ابداعي نسائي، والثانية لأفضل عمل ابداعي شبابي.
وقالت "بوخبزة" إن إدارة هذه الدورة حرصت على أن يكون موعد المعرض متزامنا مع أيام عطلة الشتاء، لتمكين اكثر عدد من التلاميذ من متابعة المعرض وتحقيق الاستفادة القصوى، ودعما لأهداف بعثه.
ويشارك في هذه الدورة 70 ناشرا في مساحة جملية تصل الى 1000 متر مربع، يُعرض فيها 15 ألف كتاب تونسي.
الدخول مجانا:
أما رئيس اتحاد الناشرين التونسيين، محمد صالح معالج، فقد أشار إلى أن معرض الكتاب التونسي، افتك مكانة بين التظاهرات الثقافية، مؤكدا على أنه ساعد على دعم الكتاب التونسيين، الذين أصبحوا يعتمدون على موعدين هامين، لإصداراتهم، وهما المعرض الدولي للكتاب، والمعرض الوطني للكتاب التونسي.
وأضاف "معالج" أن أهم ما يدعم الهدف من هذا المعرض، هو أن الدخول إليه مجانا، بما يسمح لمتابعيه بزيارته عدة مرات.
وقال رئيس اتحاد الناشرين التونسيين المعرض تم تصميمه اعتبارا لقيمة الشكل والجمالية القادرة على جلب الزائرين، وعلى أن تجعل وقفتهم أطول واختياراتهم أسهل.
وأوضح محمد صالح معالج أن المعرض يتعود بالفائدة على الناشرين سواء الذين ينتجون 10 كتب في السنة أو من يتراوح انتاجهم بين 100 و150 كتابا في طبعات أنيقة وإمكانيات ترويج وتسويق جيدة تجعل تونس قادرة على منافسة كبرى دور النشر العربية التي يتجه لها البعض من كتّابها.
وقال: " والحقيقة أنه لم يعد لهم أي عذر يفسر تفضيلهم للناشر العربي أو الاجنبي على الناشر التونسي .
وتنتج دور النشر في تونس اكثر من ألفي عنوان سنويا بعد أن كانت النسبة في حدود ألف أو ألف ومائة كتاب، وقد تم برمجة يوم مهني لمزيد تفسير هذا الوضع للكاتب والناشر ولتسهيل وصول الكتاب للقارئ.
غزوة ثقافية للسجون
وعلى غرار عديد التظاهرات الثقافية التي اقتحمت أسوار السجون، على غرار أيام قرطاج المسرحية، والسينمائية، وتأكيدا على أن الحق في الثقافة لا يمكن أن يُسلب لأي مواطن، وكنوع من التوجه الإصلاحي للسلوك، يقتحم الكتاب التونسي في معرضه الثاني المؤسسات السجنية.
كما ستصل هذه الدورة إلى المؤسسات الاستشفائية وخاصة مستشفيات الأطفال وسيتم إهداء آلاف الكتب لنزلاء هذين الفضائين مع ترتيب زيارات للكتاب والشعراء و الاعلاميين للتعريف بهم وتوعية السجين والمريض بأنهما جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع الذي يساعدهم على العودة الايجابية والاندماج مجددا من خلال الترغيب في المطالعة.
كما ستتم استضافة بعض السجينات في منابر الحوار.
هذا التوجه للمعرض الوطني للكتاب التونسي، كان محل اهتمام من جانب المدير العام لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، مهدي النجار، الذي أثنى على النقلة النوعية التي يعرفها الكتاب التونسي وانفتاح المعرض على المؤسسات السجنية والاستشفائية وخلقه لفرص الاعتراف بمجهود الناشرين والمؤلفين من أجل صناعة الكتاب والنهوض بالقطاع بصفة عامة.
وأشار "النجار" إلى أن الشراكة في معرض الكتاب التونسي، تنبع من "العلاقة الوطيدة بين وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، والكتاب، خاصة أن الإصدارات هي عنصر اساسي ضمن استراتيجيات الوكالة، فيما يتعلق بالكتب التراثية، ذات البعد التاريخي، والثقافي، بشكل عام"..
وفي هذا الإطار، أشار المدير العام لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، إلى جديد الإصدارات وهو كتاب "مدينة تونس، حاضرة عربية متوسطية" والذي انتظم مؤخرا، موكب الإعلان عنه بالمتحف الوطني بباردو، كمساهمة من الوكالة في إعلان تونس عاصمة الثقافة الإسلامية، والذكرى الأربعين، لوضع مدينة تونس على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
وفي إطار الشراكة مع الهيئة والوطنية لمقاومة الفساد سيتم تنظيم ورشات توعية للأطفال عن معنى الفساد وكيفية مكافحته يشرف عليها اخصائيون نفسانيون وعدد من ذوي الاختصاص والخبرة في التعامل مع الاطفال .
وكانت الدورة الأولى للمعرض الوطني للكتاب التونسي قد سجلت زيارة أكثر من 200 ألف زائر، حقق في دورته الأولى عديد الأهداف مثل ربط علاقات شراكة وتشبيك بين الناشرين والكتاب .