يخبرنا العمل أنه من المهم أن نحمل أفكارا تدافع عن وجودنا وأن نفهم مواقف الآخرين ونتبادل الأفكار لصالح المجموعة. فتبدو المسرحية كدرس بسيط في الديمقراطية لكنه يأخذ منعرجا خطيرا حينما يعتد كل شخص بموقفه.
ويبرز المخرج كلاعب نرد يحرك خيوط الحكاية بطريقة تبدو للوهلة الأولى عبثية لكنها تخضع لمنطق العقل وقانون الفيزياء فنشاهد ردّة فعل تضاهي قوة الفعل ولكننا عادة ما ننسى الفعل ونكتفي بالنقد وهو ما يخبرنا به "زولت".
تغوص المسرحية في "لعبة" الديمقراطية وتمسك من خلال الفن ب "نار" الفرقة وتحذر من ويلات الانقسام في مواجهة الطاغية كأسر الأرواح ومعذب الإنسان. وفي المقابل تبرز من خلال هذا العمل المسرحي دكتاتورية جديدة هي "دكتاتورية" الممثل في لعبة مسرح العبث... فقد أتقن الممثلون الأداء إلى درجة السيطرة على المكان وبسط النفوذ فيه ورغم غياب الديكور والمتممات السينوغرافية... فقد كانت خشبة المسرح "فقيرة" من كل شيء إلا من إبداع الممثلين وروعة القصة والإخراج.