ومن بين تلك المهرجانات نجد منها الجديد والعائد على شاكلة مهرجان "عيد الحوت" أو "عيد السمك" الذي عاد منذ دورة وتقوم عليه جمعية "عيد الحوت" والذي إرتأت سلطة الإشراف في تونس أن تقف إلى جانبه بدعم من أربع وزارات هي: السياحة والصناعات التقليدية، الفلاحة والصيد البحري، الشؤون الثقافية، والنقل، بما يعني أن هناك اهتمام خاص لهذا المهرجان الذي يبرز روح التسامح الديني بين المسلمين والمسيحيين واليهود.
يا وزير السياحة أنظر ماذا فعل وزير الفلاحة؟؟
بينما كان 1 يوليو2019 افتتاح مهرجان عيد الحوت والذي كان من المفترض أن يتضمن ولأول مرة في تاريخ المهرجانات ندوة علمية في عرض البحر مما استقطب عددا هاما من وسائل الإعلام التونسية والدولية، إلا أنهم رجعوا بخفي حنين، كل لديه ما يندم عليه في يوم تميز بدرجات حرارة عالية لم يكن لها تأثير ما وقع من وزير الفلاحة والصيد البحري، سمير بالطيب، ولربما بمعية رئيس المهرجان منصف الشاوش.
تجمع الإعلاميون ولكسر ملل انتظار "سعادة" الوزير اطلعوا على إحدى نقاط بيع السمك إلى أن حضر رافضا أي تصريح واعدا بأن ذلك سيكون على متن "حنبعل " وهو اسم المركب الذي ستكون عليه الندوة العلمية، وبعد حوالي ساعة من الانتظار تم وضع الصحافيين فوق بعضهم البعض بشكل مهين لـ"شحنهم" إلى ميناء رادس قادمين من حلق الوادي، لتكون هناك الصدمة.
يا وزير الثقافة تعاملوا مع الصحافة بسخافة
قلنا وصلنا إلى باب الميناء وعند مراجعة أسماء الصحافيين الذين سوف يصعدون إلى "حنبعل" لم نجد إلا بضعة منها مسجلة والأخرى، ومنها أسماء أعضاء من هيئة التنظيم، غير مسجلين وغير مسموح لهم بصعود المركب، وكانت الصدمة الأولى.
أما الصدمة الثانية فقد كانت عندما اكتشفنا أن وزير الفلاحة اكتفى بوسيلتي إعلام تلفزية وذهب تاركا ورائه حوالي 15 وسيلة إعلام يستشيطون غضبا، لأن صدقت تنبؤاتهم من معاملة و"وعود" السيد الوزير المعروفة بـ"جديتها"، ويبدو أنه لم يتوقع وجود هذا العدد من الإعلاميين لذلك فضل البحر الذي من أمامه.
أما الصدمة الثالثة فقد أعلنها رئيس المهرجان عندما ظهر ليعلن أنه أيضا لم يلتحق بالمركب لأن هناك موعدا محددا للإبحار ولا يمكن انتظار الإعلاميين "المتأخرين" بسبب البلدية ووزارة النقل وإدارة المهرجان، إذا ما كان وزير الفلاحة والصيد البحري لا يستطيع أن يأمر بإنتظار الإعلاميين الذين جاءوا من أجل أن يساعدوا بما يستطيعون ويقولون للعالم أن في تونس مهرجانا اسمه "عيد الحوت" شعاره " مدينة حلق الوادي: مدينة الثقافة ... مدينة السياحة ... مدينة التعايش والتسامح".
وما كان من مدير المهرجان أن وضعنا في مطعم من الدرجة الثالثة، ولم يتناول معنا الغداء كنوع من الإعتذار، كما لم يكلف نفسه وسعا وعمل نقطة صحفية لشرح الموقف وتقديم أي نوع من المبررات بخلاف ما قاله عن "التايم" المخصص لابحار المركب.
في الأخير : هل يعلم السيد الوزير ومن بعده رئيس المهرجان أن الصحافة الدولية تحمل بطاقة عليها أمر من رئاسة الحكومة بتسهيل كافة مهامها؟ وأنه بذلك قد خالف تعليمات رئيس الحكومة؟
إن لم يكن يعرف فالقادم بعد الانتخابات القادمة لابد أن يعلم.