ولم تقف المفاجآت عند هذا الحد، بل استمتع الجمهور منذ أول نوتات موسيقية بأداء عازف الكمان الشاب الموهوب من قرية الأطفال SOS ، برعاية مؤسسة سوليدرتي أند انوفيشن شريك UIB منذ عام 2010. وعزف الطفل الموهوب موسيقى "أنا قلبي دليلي" التي أعجبت الجمهور ونقلته إلى عالم موسيقى الفن الجميل، لتكون أول مقطوعة موسيقية تعزفها فرقة الأوركسترا "Divertimento maj KV 138" لتفسح المجال أمام عزف N 23 Piano ، يؤديها ببراعة العازف كيمبال غالاغار، ليحين اثرها الجزء الغنائي والكورالي بقيادة نور قوبع- جيجويت.
كما اندمجت جوقتا "تونس 88" و " أصدقاء شهرزاد" في قلب واحد ينبض بالأحمر والأبيض علّه يفسّر الموسيقى السماوية والمقدسة لموزارت، زادها عزف أوركسترا "الأوتار الشابة لفرنسا" جمالا، وخلق كيمياء حقيقية يعكسها هذا الانصهار الفني والابداعي الذي يتحدى أي فرق بين البشر ويوحدهم رغما عن كل اختلاف.
أما الجزء الثاني من الحفل ، وهو جزء روحي جميل بنفس القدر ،يسافر بالجمهور إلى عوالم حسية لا توصف، فقد انضمت فيه جوقة الاتحاد الدولي للبنوك إلى مجموعة الأصوات المغنية فوق الركح، ليقدم حوالي 80 مغنيً، من طبقات اجتماعية مختلفة، من فرنسا وتونس، موظفون بنكيون، طلبة ومتقاعدون، بقيادة نور قوبع غيجويت. وفيه تم دمج الاناشيد الصوفية والموشحات، كأعمال رابعة العدوية والحلاج، مع موسيقى فادي بن عثمان، ليبعث ترددات روحانية بنفس سمفوني يسمو بالمستمع إلى عوالم ميتافيزيقية لا تدرك ماهيتها.
أما في النهاية ، تغنت نور أرجون، بصوتها الساحر، بالحب ، على نوتات موسيقى سليم أرجون، لتصدح مرددة "يا بلدي" ، وكأنها ترنيمة في الحب تنادي إلى معيشة سمحة وحياة جميلة في هذا البلد، ليسدل ستار الحفل الختامي بموسيقى الجاز التي عزفتها بدقة اوركسترا "الاوتار الشابة لفرنسا" بمشاركة فردية لعازف الساكسفون أولريش H. برونهوبر.
وكانت سهرة الاختتام، إحدى أمسيات الصيف الساحرة، من المسرح الروماني بالجم، هذا الذي يشهد كل حجر فيه على تاريخ عميق وكبير، يحمل في طياته حكايات وفنون كثيرة، سهرة تكسر الحواجز وتبني الجسور بين ضفتين من العالم، اختزلتها موسيقى موزار وتجاوزتها إلى كل أصقاع الارض فكان لابد أن تقدم أعمال موزار ...بين ضفتين، بما تحملانه من مبدعين وموسيقيين مهرة.
وعلى هامش الليلة الختامية للمهرجان ، أقيم معرض للفن التشكيلي عند مدخل المسرح، وفيها عرضت أعمال 15 فناناً من الجزائر من أوكرانيا وسوريا وأوزبكستان ومصر والعراق شاركوا جميعهم في ملتقى تيسديريس للفن التشكيلي لمدة 6 أيام ، أيت عقدوا ورش عمل إبداعية واجتمعوا في إقامة فنية لانتاج أعمال تشيكيلية تكون مدينة الجم بحضارتها وتاريخها الملهم الاول والأخير لها.
وللاشارة فإن المعرض سيستمر في دار الثقافة الجم وسيعرض أعمال الفنانين علي الزنادي وعبد الحميد ثابوتي وأحمد زلفاني وحسين مصدق أحلام بوسندل جمالي، وليد جاهين (مصر) ومصطفى غجاتي (الجزائر) أوليسيا لشاييفا (أوكرانيا) وفاسيلي هابوف من أوزبكستان).