عبد الحفيظ حساينية: الكاتب الذي يعيد رسم الملامح الإنسانية
يعدّ عبد الحفيظ حساينية، صاحب النص المبدع، حجر الزاوية في هذا العمل المسرحي الفريد. بحبكة درامية محكمة، يُقدّم لنا قصة "الزيتوني"، الرجل الذي يعاني اغترابًا داخليًا في وطنه ويواجه حياة مليئة بالآمال المتناثرة. حساينية يعمّق الصراع النفسي لشخصيته بأسلوب غارق في التفاصيل الإنسانية، ما يجعل من هذا النص مرآة تعكس واقع كل فرد منا في لحظات العزلة.
حاتم الحشيشة: مخرج يُحوّل المسرح إلى سحر مرئي
أما حاتم الحشيشة، المخرج المبدع، فقد نجح في تحويل النص إلى عرض بصري مذهل. تميز الحشيشة بقدرته على استخدام الإضاءة، الموسيقى، والرقص بتكامل فني يعزز مشاعر التوتر والراحة في ذات الوقت. كل حركة، كل شعاع ضوء، وكل نغمة موسيقية تحمل رسالة تُعمّق من التفاعل بين المسرح والمشاهد، فتغمره في عالم يختلط فيه الخيال بالواقع.
منير العلوي: أداء يجسّد قسوة الحياة وتناقضاتها
منير العلوي، في دور "الزيتوني"، يُقدّم أداءً مسرحيًا يستحق التقدير. ينجح العلوي في تجسيد تداخل مشاعر الألم والأمل والحزن والفرح، ليخلق شخصية حية تشبه كل واحد منا. يتنقل بين أبعاد الشخصيات وكأنها ألوان على لوحة فنية، من الحزن العميق إلى لحظات من الضوء، لتكون النتيجة عرضًا يعكس معاناة الإنسان في أكثر تجلياتها صدقًا.
حنان عبيد: منتجة تمنح المسرح روحًا جديدة
في قلب هذا العرض، نجد حنان عبيد، المنتجة التي تمتلك رؤية فنية واضحة، جعلت من هذا العمل حقيقة فنية تنبض بالحياة. عبيد، من خلال دعمها غير المحدود لهذا المشروع، أثبتت أن الفن ليس مجرد تسلية، بل وسيلة لتحقيق التأثير الاجتماعي والجمالي في وقت واحد. كانت مساهمتها حجر الزاوية لتحقيق هذا العرض المسرحي الذي يفتقر إلى أي حدود إبداعية.
لا تفوّتوا "الجولة الأخيرة"!
إذا كنت من عشاق المسرح، فلا تفوت فرصة حضور "الجولة الأخيرة" في دار الثقافة البشير خريف يوم السبت 23 نوفمبر. مع مزيج من الأداء المدهش، الإخراج المتقن، والإبداع في النص، ستعيش تجربة مسرحية لا تُنسى، تأخذك في رحلة عاطفية تتنقل بين ألوان الحياة المتعددة.