تونس تكرس الشفافية في القطاع الثقافي: منصة رقمية بـ 462 ألف دينار لإدارة الدعم

الرؤية المصرية- تونس، متابعة: عوض سلام: – في خطوة تاريخية نحو "رقمنة الإدارة الثقافية"وتكريس مبادئ "الشفافية والنجاعة"،أعلنت وزارة الشؤون الثقافية التونسية، مساء الخميس 30 أكتوبر 2025، عن الإطلاق الرسمي لمنصتها الرقمية الجديدة المخصصة لإدارة منظومة الدعم في القطاع الثقافي.

تونس تكرس الشفافية في القطاع الثقافي: منصة رقمية بـ 462 ألف دينار لإدارة الدعم

وقد جاء هذا الإعلان خلال لقاء إعلامي حاشد احتضنه "المركز الوطني للاتصال الثقافي بالقصبة"، في اطار اللقاءات الدورية التي تعقدها وزارة الشؤون الثقافية مع الاعلا، مؤذناً ببدء عصر جديد من الحوكمة الرشيدة في العلاقة بين الإدارة والمبدعين.

اقرأ ايضأ:-

حضور رسمي وشراكة استراتيجية 

شهد المؤتمر حضوراً لافتاً من مسؤولي الوزارة، إلى جانب ممثلين عن الشركاء الاستراتيجيين الذين ساهموا في إنجاز هذا المشروع الوطني. وقد تميز اللقاء بتصريحات رسمية أكدت على الأهداف الطموحة للمنصة.

وقد كان من أبرز المتحدثين: سليم الدرقاشي، مدير المصالح المشتركة بالوزارة:الذي أكد أن المشروع يمثل "نقلة نوعية في طريقة تعاملنا مع ملفات الدعم.

هدفنا هو رقمنة كاملة للمسار، من إيداع الملف إلى المتابعة النهائية، لضمان أقصى درجات الشفافية والنجاعة وتقليص الآجال." 

 سامية بن شيخة، مديرة أساليب الإعلامية:التي قدمت عرضاً مفصلاً حول الجوانب التقنية للمنصة، مشيرة إلى أنها صُممت لتكون "سهلة الاستخدام وتوفر حلاً شاملاً لكل الأطراف المعنية"، ومتاحة باللغتين العربية والفرنسية وعبر مختلف الأجهزة الإلكترونية.

كما حضر اللقاء عدد من الصحفيين والإعلاميين المهتمين بالشأن الثقافي، بالإضافة إلى فاعلين في المشهد الثقافي من فنانين ومثقفين وممثلي جمعيات، مما عكس الاهتمام الواسع بهذا التحول الرقمي.

مشروع طموح بأرقام واضحة

يُعد هذا المشروع ثمرة جهود انطلقت في عام 2022، بتكلفة إجمالية بلغت "462 ألف دينار تونسي"،ومدة إنجاز تعاقدية قدرت بـ 15 شهراً. ويهدف المشروع بشكل أساسي إلى توحيد ورقمنة كافة إجراءات الدعم التي كانت تُدار سابقًا بشكل ورقي أو عبر أنظمة متفرقة، مما كان يتسبب في بطء المعالجة وصعوبة المتابعة. 

وقد تم إنجاز المنصة بالتعاون مع شركاء وطنيين رئيسيين لضمان أمن البيانات وموثوقية النظام، وهي: 

  • الوكالة الوطنية للمصادقة الإلكترونية 
  • الوكالة الوطنية للسلامة السيبرانية
  • المركز الوطني للإعلامية

ويمثل إطلاق هذه المنصة خطوة حاسمة في مسار التحول الرقمي للقطاع الثقافي في تونس، ويؤسس لعلاقة جديدة بين الإدارة والمبدعين، قوامها "الثقة، السرعة، والشفافية".

هذا الإنجاز يؤكد التزام الوزارة بتعزيز الحوكمة الرشيدة وتوفير بيئة داعمة ومحفزة للإبداع الثقافي في البلاد.

ويمكن الوصول الى المنصة عبر مختلف الأجهزة الإلكترونية وباللغتين العربية والفرنسية، ستسمح لأصحاب المشاريع الثقافية من أفراد وجمعيات وشركات بتقديم ملفاتهم ومتابعتها بشكل حيني.

ميزات رئيسية لمنظومة متكاملة

أكدت السيدة سامية بن شيخة، مديرة أساليب الإعلامية، أن المنصة صُممت لتكون سهلة الاستخدام وتوفر حلاً شاملاً لكل الأطراف المعنية. ومن أبرز خصائصها:

  • شفافية كاملة: تتيح المنصة تتبع مسار الملف في جميع مراحله، مما يمنح جميع المترشحين نفس القدر من الوضوح حول وضعية مطالبهم.
  • نجاعة في المعالجة:من خلال توحيد الإجراءات وأتمتة العمليات، ستساهم المنصة في تقليص آجال دراسة الملفات والرد على المطالب بشكل كبير. 
  • قاعدة بيانات موحدة: ستوفر المنصة مؤشرات أداء ومقاييس دقيقة تساعد الوزارة على تقييم سياسات الدعم وتوجيهها بشكل أفضل لتحقيق الأهداف المرجوة. 
  • توسيع النطاق: ستشمل المنصة في مرحلة أولى الدعم المركزي، على أن يتم دمج الدعم على المستوى الجهوي خلال عام 2026، لتشمل بذلك جميع المؤسسات الثقافية التابعة للوزارة. 

يمثل إطلاق هذه المنصة خطوة حاسمة في مسار التحول الرقمي للقطاع الثقافي في تونس، ويفتح الباب أمام علاقة جديدة بين الإدارة والمبدعين، أساسها الثقة والسرعة والشفافية.