اقرأ ايضأ:-
هذا الحدث، الذي سيقام يومي 06 و07 سبتمبر 2025 بفضاء الحنايا الرومانية بباردو، لا يمثل مجرد عرض للأفلام، بل هو احتفاء فريد بالتراث الوطني وربط أصيل بين عراقة المواقع الأثرية وحيوية الفنون المعاصرة.
تهدف هذه المبادرة إلى إضفاء حياة جديدة على المعالم التاريخية، وتقريبها من الجمهور، وتقديم تجربة ثقافية متكاملة تمزج بين المتعة والمعرفة، وتفتح آفاقًا جديدة للتلقي والإبداع لجميع أفراد العائلة، من الشباب إلى الأطفال. رؤية ثقافية تجمع بين الأصالة والمعاصرة
وتأتي تظاهرة "سينما الحنايا" في صميم استراتيجية وزارة الشؤون الثقافية ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، التي ترتكز على تثمين التراث الوطني التونسي وجعله جزءًا حيويًا من المشهد الثقافي المعاصر.
إن الهدف الأسمى لهذه المبادرة هو تجاوز النظرة التقليدية للمواقع الأثرية كمجرد معالم تاريخية صامتة، وتحويلها إلى فضاءات نابضة بالحياة، قادرة على استضافة فعاليات فنية وثقافية حديثة.
هذا التزاوج بين سحر الفن السابع وجلال المعالم الأثرية يخلق أجواءً استثنائية، حيث تتجاور المتعة البصرية مع العمق المعرفي، مقدّمةً تجربة فنية وثقافية مختلفة تفتح آفاقًا جديدة للتلقي والإبداع.
إن اختيار الحنايا الرومانية بباردو كموقع لهذه التظاهرة ليس محض صدفة، بل هو قرار مدروس يعكس الرغبة في إبراز القيمة الحضارية لهذه المعالم، التي شهدت على فترات تاريخية غنية، وجعلها نقطة التقاء بين الماضي والحاضر.
فالحنايا، التي كانت في سالف العصور شريان حياة يروي قرطاج بالمياه، ستتحول اليوم إلى شاشة عملاقة تنبض بالضوء والأنغام والصور، لتروي قصصًا جديدة وتلهم أجيالاً قادمة.
برنامج ثري يلامس جميع الأذواق
- تعد تظاهرة "سينما الحنايا" ببرنامجها المتنوع والثرى، بتقديم تجربة ثقافية شاملة تلبي اهتمامات مختلف الفئات العمرية.
- تنطلق فعاليات اليوم الأول، السبت 06 سبتمبر، في تمام الساعة السابعة مساءً بتحية العلم، رمز الانتماء والوطنية.
- يلي ذلك، في تمام الساعة 19:15، عرض حكواتي مميز للفنان هشام درويش بعنوان "حكاية باردو بين البَارِخ واليوم"، الذي سيسافر بالجمهور عبر الزمن في رحلة سردية ماتعة.
- في الساعة 19:30، سيتم عرض شريط قصير بعنوان "أرض قرطاج أرض الحضارات وذاكرة الإنسانية"، وهو من إنتاج وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، ويسلط الضوء على صهاريج قرطاج المعلقة وكيف كانت مياه زغوان تصل إليها عبر الحنايا، مما يربط بين الفن والتاريخ والعلم.
- تتواصل الأمسية في الساعة 20:15 بعرض فني مبهر يجمع بين الإضاءة وتقنية الـMapping على الحنايا الرومانية، محولاً هذه المعالم الأثرية إلى لوحة فنية ضوئية متحركة.
- وفي الساعة 20:30، يعرض شريط "القدحة" للمخرج التونسي أنيس الأسود، وهو فيلم حاز على اهتمام واسع وتقدير نقدي.
- وتختتم سهرة السبت في الساعة 21:30 بعرض موسيقي بعنوان "ولادة" للفنانة المتألقة لبنى نعمان، التي ستقدم وصلة فنية تلامس الوجدان.
الأحد 07 سبتمبر: سهرة عائلية بامتياز
- يخصص اليوم الثاني، الأحد 07 سبتمبر، لـ"سهرة عائلية" بامتياز، حيث تتواصل الأجواء الاحتفالية بتحية العلم في تمام الساعة 19:00.
- وفي الساعة 19:15، سيتم عرض الشريط الوثائقي "الجم صرح شامخ وفن راسخ"، وهو إنتاج آخر لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية،
- وقد نال هذا الشريط الجائزة الذهبية في مهرجان الأردن للإعلام العربي في دورته الرابعة (دورة القدس) في أكتوبر 2021، مما يؤكد على جودته وأهميته في إبراز التراث التونسي .
- تتجدد المتعة البصرية في الساعة 19:45 مع عرض آخر للإضاءة الفنية وتقنية الـMapping على الحنايا، ليتبعها في الساعة 20:00 عرض شريط الرسوم المتحركة "La princesse et la grenouille"، الذي سبق عرضه في مهرجان قرطاج 2025، مما يجعله مناسبًا للأطفال والعائلات.
- ويخصص الجزء الثالث من أمسية الأحد للأطفال، حيث يقدم الفنان سامي دربز عرضًا موسيقيًا ممتعًا في الساعة 21:30، ليختتم اليوم بعرض شريط سينمائي تونسي بعنوان "الفيرمة" للمخرجة رؤية المرسولي في الساعة 22:30، مما يضمن ختامًا فنيًا راقيًا لهذه التظاهرة.
شراكات استراتيجية وتجربة ثقافية فريدة
تُقام تظاهرة "سينما الحنايا" في إطار شراكة استراتيجية بين وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمركز الوطني للسينما والصورة والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس وبلدية باردو.
هذه الشراكات تعكس التزامًا جماعيًا بتعزيز المشهد الثقافي في تونس، وتقديم فعاليات ذات جودة عالية تسهم في التنمية الثقافية والاجتماعية.
إن هذه التظاهرة هي دعوة مفتوحة لكل العائلات وعشاق السينما والثقافة ليعيشوا تجربة فريدة تمزج بين الفن السابع وعبق الحضارات.
ففي هذا الفضاء التاريخي، تتحول الحنايا الرومانية إلى شاشة عملاقة تنبض بالضوء والأنغام والصور، وتقدّم للجمهور رحلة لا تُنسى في قلب التاريخ، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في تناغم فني بديع .
وتعد تظاهرة "سينما الحنايا" نموذجًا في كيفية استثمار التراث الثقافي لخدمة الفن والإبداع، وتقديم تجارب ثقافية غنية ومتنوعة للجمهور، فهي دعوة للتأمل في العلاقة بين التاريخ والفن، وكيف يمكن للمواقع الأثرية أن تتحول إلى مسارح حية للثقافة والفكر.
ومع اقتراب موعدها، تترقب الأوساط الثقافية والجمهور التونسي هذه التظاهرة بشغف، لتكون محطة فنية وثقافية بارزة في أجندة تونس الثقافية لعام 2025.