اقرأ ايضأ:-
انطلق العرض بأنغام المزود التقليدي، لتتداخل مع إيقاعات إلكترونية معاصرة، مكونة حوارًا موسيقيًا فريدًا أسر الجمهور منذ اللحظات الأولى.
استمر العرض لساعتين، نقل خلالهما الحضور عبر رحلة موسيقية تمزج بين الأصالة والابتكار. تضمن العرض مزيجًا مبهرًا من المقامات التونسية التقليدية، مثل المالوف والإيقاعات الصوفية، مع أنماط موسيقية عالمية كالجاز والروك الإلكتروني. هذا الاندماج أنتج توليفة صوتية متجددة، حافظت على الروح التونسية بينما فتحت آفاقًا جديدة للتواصل مع الجمهور العالمي، خاصة الشباب الذين أُبهروا بهذا التجديد.
شارك في العرض نخبة من الفنانين، قدموا أداءً غنائيًا وعزفيًا متنوعًا. تألقت كرامة كريفي بأدائها العاطفي لأغنيتي "يا ليلي" و"على بالي"، بينما أضفى عبد السلام بن سويدن لمسة صوفية بأدائه لـ"سيدي منصور". كما أبهر محمد سعيد الجمهور بأغنية "يا مسافر وحدك"، فيما قدمت بثينة نابولي أداءً مفعمًا بالحيوية لـ"يا بنت البلاد". أما هيثم الحذيري فقد أضاف بعدًا روحانيًا بأغنية "يا نبي سلام عليك"، بينما قدم محمد عايدي مقطوعات مستوحاة من تراث الشمال الغربي التونسي.
إلى جانب الأداء الغنائي، تضمن العرض مقطوعات موسيقية بحتة مثل "نسمة"، التي جمعت بين إيقاعات الداربوكة وأصوات السنثسايزر في تناغم مبهر، عكس براعة "بنجامي" وفريقه في إعادة صياغة التراث بقالب عصري. هذا العرض هو ثمرة سنوات من التجريب الموسيقي، حيث عمل "بنجامي" على دمج التقنيات الحديثة مع الإيقاعات التقليدية، محافظًا على جوهر الهوية التونسية.
في تصريح له عقب العرض، كشف "بنجامي" أن "سينوج-أوديسي" مستوحى من ذكريات طفولته الموسيقية، مشيرًا إلى أن هدفه كان تقديم التراث التونسي كمادة حية قابلة للتطوير. وقال: "التراث ليس متحفًا، بل هو نبض حي يمكننا تشكيله بأدوات اليوم ليصل إلى أجيال جديدة". كما أكد أن المشروع مفتوح لمزيد من التجارب والتعاونات مع فنانين من خلفيات متنوعة.
بدوره، أشار الموسيقي أسامة النهيدي إلى التحدي في الحفاظ على الروح الأصلية للأغاني مع إعادة توزيعها بأسلوب معاصر، موضحًا أن العمل استغرق شهورًا من التجريب للوصول إلى هذا التوازن. وأضاف أن العرض ليس مجرد إعادة تقديم الأغاني، بل هو إعادة بناء لتجربة موسيقية تعكس الهوية التونسية في سياق عالمي.
يستمر مهرجان الحمامات الدولي في دورته هذا العام تحت شعار "نبض متواصل"، حاملاً معه المزيد من العروض التي تجمع بين التراث والحداثة، مثل مشروع "حوار الأوتار" لكمال الفرجاني، الذي يقدمه اليوم 23 جويلية، ليعزز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب عبر مزيج موسيقي مبتكر. إذا كنت تريد تعديلات أخرى أو إضافة تفاصيل معينة، أخبرني!