"ملوك الطوائف"، المسرحية الغنائية المرفوضة عربيا على مسرح قرطاج

متابعة: عوض سلام/ "ملوك الطوائف" مسرحية غنائية للرحابنة، هذا العمل التاريخي الملحمي الضخم غير مرحّب به في عديد الدول العربية سوف يتم عرضه لمدة يومين على مسرح قرطاج الروماني ضمن الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي بتونس.

"ملوك الطوائف"، المسرحية الغنائية المرفوضة عربيا على مسرح قرطاج

"ملوك الطوائف تروي مرحلة هامة من تاريخ العرب في الأندلس، يوم راحت الدولة الموحّدة تنقسم إلى دويلات، واستغلّ كل حاكم أو أمير مدينة سمّاها مملكة ودُعي الجميع ملوك الطوائف..."

لم يجد غدي الرحباني أفضل من هذه الجمل التي خطّها الراحل منصور الرحباني "مؤلّف وملحن ملوك الطوائف" لتقديم هذا العمل

ومن أسباب اختيار العائلة الرحبانية لتجسيد هذا العمل على المسرح أن ملوك الطوائف يتكررون، يعودون في أزمنة وأمكنة متعددّة... ولعلنا اليوم نعيش هذا التاريخ وقد نصادف أحد هؤلاء الملوك يتصدّر إحدى الحفلات، أو يصرّح لوسيلة إعلامية.

حضر مروان الرحباني المخرج وغدي وأسامة الرحباني المشاركان في التلحين والتوزيع وهبة طوجي وغسان صليبة بطلا العمل وتحدّثوا عن خصوصية ملوك الطوائف التي تم إنجازها قبل ستة عشر عاما لتروي فترة هامة من تاريخ العرب بقراءة تسقط الماضي على الحاضر وتستلهم العبر وتذكّر بالدرس الذي يتغافل الحكام عن مغزاه.

تحدّث أسامة الرحباني عن أعمال "الأب" مهندس هذا العمل وعن رؤيته التي تجعل منها مدوّنة تستمرّ على مدى عقود لأنها تضع الإصبع على موطن الداء، تختلف القراءات لكن التاريخ يتكرّر فـ"ملوك الطوائف" مسرحية تحاكي الأجواء العربية السائدة من خلال سرد تاريخي لوقائع عاشتها الأمة العربية في الأندلس وظلت تحت تأثيرها إلى يومنا هذا... اثنان وعشرون دولة تحولت إلى ممالك على كل منها ملك منشغل عن قضايا شعبه بالكيد وحياكة الدسائس لباقي الملوك في السرّ أما في العلن فالنفاق سيّد العلاقات...

ماذا تغيّر عن النسخة الأولى؟

سؤال أجاب عنه المخرج مروان الرحباني بحرص فريق العمل على الحفاظ على النص أما التغيير فيطال السينوغرافيا أحيانا حسب فضاء العرض... أما بطلة العمل هبة طوجي فاعتبرت أن ارتباط اسمها بهذه العائلة الفنية العريقة شرف كبير ومسؤولية جسيمة و"ملوك الطوائف" ليس أول عمل مسرحي غنائي تشارك فيه بل لديها أربع تجارب سابقة في هذا المجال علاوة على ألبومات تضم مجموعة من الأغاني من تلحين أسامة الرحباني...

غسان صليبة بدوره أوضح ان العمل في المسرح الغنائي عشقه الكبير لأنه يجد نفسه في المكان الصحيح وصوته وسط ذلك المناخ الفني يصبح أجمل وأقدر على حمل المعاني، لكن ذلك لا يمنعه من الغناء منفردا.

عن الحلول التي يقترحها هذا العمل في قراءته المعاصرة للتاريخ العربي أجاب مروان الرحباني " جمال المسرح الرحباني بكل فروعه يحاول ملامسة الواقع وكشف عيوبه لكنه لا يقدّم حلولا هو فقط يترك في نهاية كل عمل طاقة مفتوحة يفهم منها الجمهور المغزى والعبرة". نذكر بأنّ الموعد سيكون مع ملوك الطوائف في عرضين، الأول يوم الاثنين 15 جويلية والثاني يوم الثلاثاء 16 جويلية 2019 بالمسرح الروماني بقرطاج.