جبل "مرة"في إقليم دارفور، سلسلة بركانية تتخللها الشلالات

|||

سياحة وسفر
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

الرؤية الإخبارية المصرية: إقليم دارفور غرب السودان الممتد من الصحراء الكبرى في شماله إلى "السافانا" الفقيرة في وسطه، والغنية جنوبه، يتفرد بوجود مرتفعات جبل "مرة" التي تضم أكثر أراضي دارفور خصوبة وروعة وجمالاً، والمعروفة بمناظرها الطبيعية الخلابة ومناخها المعتدل.

ووفق التوصيف الجيولوجي لجبل "مرة" فهو ليس واحداً كما يوحي الاسم، بل هو سلسلة بركانية من المرتفعات ذات الارتفاع المتدرج، والمتعدد القمم، بطول يبلغ نحو 240 كيلومتراً، وعرض 80 كيلومتراً، تتخللها الشلالات والبحيرات البركانية، على مساحة نحو 12800 كيلومتر.

إقليم دارفور من المناطق الغنية بالآثار التاريخية، والتي يعود بعضها إلى العصر الحجري القديم، فضلاً عن احتوائه على تنوع تراثي فلكلوري كبير وغنى بيئي ثري، ما أكسب المنطقة ميزات سياحية تؤهلها للمنافسة على المستوى العالمي.

ويحتوي الإقليم شلالات متفاوتة الأحجام، تتدفق من مجموعة بحيرات بركانية على قمم جبال ممتدة على طول المسافة من مدينة "كاس" جنوباً حتى مشارف مدينة "الفاشر" شمالاً، وتتميز هذه المنطقة بخلاف مناطق السودان الأخرى، بمناخ البحر الأبيض المتوسط، الحار واجاف صيفاً، والدافئ والممطر شتاء.

شلالات وأسرار وغرائب

والعديد من البحيرات تكونت نتيجة امتلاء الفوهات البركانية الخامدة عبر مئات القرون بمياه الأمطار، ثم تتسرب المياه وتنسكب عبر الصخور البركانية مكونة عدداً من الشلالات الرائعة متفاوتة في الحجم وفي كميات المياه المتدفقة منها، بعضها رئيس، وهي شلالات، "قلول"، و"نيرتتى"، و"مرتجلو"، و"سوني".

وبعضها فرعية صغير ومتوسط، مثل "ﺑﺮﻛﺔ ﺍلشيطاﻥ"، و"ﺷﻼﻻﺕ ﺍﻟﺨﺰﺍﻥ"، و"برﻛﺔ ﺍﻟﻔﻴﻞ"، و"ﺷﻼﻝ ﺳﺎﻗﺎ"، و"ﻳﻠﻤﻲ"، و"ﺑﺎﺩﻭ"، و"ﻭﺍﺩﻱ برﻧﺎ"، وأخرى، ما أكسب المنطقة جمالاً وبهاء طبيعياً متناهياً، كما تزخر المنطقة أيضاً بمجموعات كبيرة من الحيوانات النادرة والأليفة.

من عجائب وغرائب وأسرار جبل "مرة"، وجود بحيرتين مالحتين، يعتبرهما كثيرون ضمن أجمل 10 بحيرات في العالم، وهناك أيضاً نبع "كرتكيلا" البركاني، ويعني بلغة "الفور" المحلية "الماء الساخن".

الغطاء النباتي

وتتميز المنطقة بنباتات وأشجار غير موجودة في بقية أنحاء السودان مثل التفاح والعنب والصنوبر، إضافة إلى أنواع نادرة من الزهور المنتشرة بين الصخور.

وهناك بُعد تاريخي روحي ديني في جبل "مرة"، إذ يقول الباحث في التاريخ القديم والتراث السوداني عباس أحمد الحاج: "نسختا التوراة، سنة 1817 و1830 تقولان أن سيدنا هارون شقيق النبي موسى، عليه السلام، قد مات في جبل (حور) بالقرب من وادي هور.

هذا ما دفع بعض المؤرخين إلى الاعتقاد أن جبل مرة إنما هو (جبل الطور) المقدس، حيث نادى الله كليمه موسى وأظهر له آياته وأرسله إلى فرعون، المذكور في القرآن الكريم، إذ إن وادي هور المعروف والشهير، هو الذي ذلك الذي ينبع من مرتفعات دارفور ليصب في مجرى النيل".

إعلان ممول