أول فنان تونسي "يعزف على اوتار الخيام" في TIMBAIMبصحراء دوز

تونس/ قبلي/ دوز/ صحراء الصابرية/ متابعة وتصوير: عوض سلام// لم يتوقع الوفد الصحفي، العائد من صحراء الصابرية، من معتمدية دوز التابعة لولاية قبلي بالجنوب التونسي، أن يشعر بهذا الحجم من الإرهاق رغم أنه قطع نفس المسافة (550 كلم) قبل يومين ذهابا إلى هناك، لكن سرعان ما تأتي الإجابة شافية (...؟) تتحامل على الأقدام التي ترفض أن تترك المكان الذي عانقتها فيه كثبان الرمال الصفراء الممتزجة بألوان الأضواء الكاشفة والراقصة على أنغام الموسيقى التي شقت صمت وليل الصحراء ضمن الدورة الأولى والتأسيسية لتظاهرة الموسيقى الإلكترونية(TIMBAIN ELECTRO FEST)، بدعم من وزارة السياحة والصناعات التقليدية التونسية.

صورة من داخل إحدى الخيام في صحراء الصابرية من معتمدية دوز بولاية قبلي بالجنوب التونسي خلال تظاهرة ELECTRO FEST  TIMBAIM
تصوير وتركيب : عوض سلام- الجنوب التونسي في 19 مارس 2021

وكانت الرحلة قد انطلقت فجر 19 مارس2021 نحو صحراء دوز تحفها روح الترقب والمغامرة والاستمتاع بالطبيعة، وكانت تطوي الطريق ومعها تتقلب صفحات الخيال متسائلة في الأذهان حول كيف ستكون؟؟ وأي بهاء ستجده الروح بين أقصيين: الطبيعة العذراء وآخر صيحات الموسيقى والمزيج الذي من الممكن أن يتسلل إلى الأرواح إذا جاء رجع الصوت من جوف الصحراء...؟

كل هذه المشاعر نسجت من مسافة الطريق حلما انتظره الجميع غير عابئ بمتاعبه في انتظار لحظة الوصول ليجد أن جهودا جبارة قد سبقته كانت وراء انتصاب ركح للموسيقى وخيام كنا نظنها مأوى لنا من عناء السفر إلا أنها لم تنل من أنفاسنا إلا القليل، اللهم إذا سكتت الموسيقى مع اقتراب الفجر.

تظاهرة   TIMBAIN ELECTRO FESTتابعها ممثلون عن وسائل إعلام إلكترونية محلية ودولية معتمدة لدى رئاسة الحكومة التونسية

يومان خلالهما كانت الأنغام تحرك كل ساكن على صفحة الصحراء التونسية كان ينتظر رياح عاصفة أن تحركه إلى ان جاءت موسيقىTIMBAIN ELECTRO FEST لتدب الروح فيه وتجعل من صحراء الصابرية رمالا راقصة.

وعند أول ضوء من نهار 20 مارس2021 لم يستغرب الحاضرون عدم وجود أي لافته تحكي عن مهرجان أو تظاهرة الموسيقى الإلكترونية لأن سياسة القائمين عليه – على ما يبدو- إرتأت ألا يرى زائرو المكان أن هذه الروح التي دبت في الصحراء مرتبطة بتوقيت وترحل، كما كانت قانعة بأنها قادرة على أن تضع بصمة لن تمح من مخيلة الحاضرين سواء ممن جاءوا لمتابعة المهرجان أو من القادمين ضمن الرحلات السياحية التي صادفت زيارتها المكان مع هذه الدورة أو حتى القادمين لمتابعة مهرجان المسرح بالصحراء، مما يدل على دراسة ضافية استطاعت أن تختار التوقيت الذي قد يذهب به من دورة تأسيسية محلية إلى دورة ثانية عالمية بحسب تعبير مديره الفنان "أشرف الشرقي" في حوار مع مجموعة "الرؤية الإخبارية" المصرية.

كأن التونسي "أشرف الشرقي" كان ينظر بعين الفنان عندما رأى أن الأوتاد التي تشد الخيام برمال صحراء الصابرية قادرة على أن تجذب الشباب وتربطهم بأصول وجذور أرضهم ووطنهم مستخدما موسيقاهم.

فقد استطاعت تظاهرة TIMBAIN ELECTRO FESTأن تحقق شهرة قد تكون متوقعة من القائمين عليها، لكن لابد من الإشارة إليها هنا لعلها تكون منوالا لإدارات المهرجانات عند اختيار أماكن ومواقيت التنظيم.

 وقد يُحسب إليها أيضا تشجيع السياحة الداخلية في البلاد التونسية بشكل عام والصحراوية بشكل خاص في ظل ظروف عالمية تفرض على كافة الدول أن تعتمد على إمكانياتها ومواردها وهنا نجد أن تونس تتوفر على كافة الإمكانيات التي تجعل السياحة على مدار العام شمالا ووسطا وجنوبا، بحسب ما اشار إليه"أشرف الشرقي".

ووجه "الشرقي" دعوة لسلطة الإشراف لدعم المستثمرين في السياحة الصحراوية ومثل هذه التظاهرات، مؤكدا على "ضرورة أن تجد مهرجانات الصحراء دعما مرحليا يُجدد على الأقل كل خمس سنوات حتى يستطيع القائمون عليها من التحضيرات المبكرة للدورات القادمة بما يضمن نجاح تلك المهرجانات واستمراريتها".

وإذ يطمحTIMBAIN ELECTRO FESTإلى العالمية فإن طموحاته في نطاق المشروع بالنظر إلى الاقبال والشهرة التي اكتسبها بسواعد وإمكانيات شابة تمكنت من الولوج إلى الشباب بموسيقاهم الجديدة لكن في ارتباط بطبيعة بلادهم وجذورهم.