تونس- كرنفال عروس سوسة 2025: احتفالية 62 عامًا من الألوان والتراث على الشاطئ

سوسة تحتفل: كرنفال أوسو، حيث يلتقي البحر بالفن والتاريخ

الرؤية المصرية- تونس- سوسة- كتب: عوض سلام// في كل عام، تتحول مدينة سوسة الساحلية، جوهرة الساحل التونسي، إلى مسرح نابض بالحياة من الألوان والأصوات والتقاليد. 

تونس- كرنفال عروس سوسة 2025: احتفالية 62 عامًا من الألوان والتراث على الشاطئ

اقرأ ايضأ:-

فمن 13 إلى 27 يوليو 2025، تستضيف الدورة الثانية والستين من كرنفال أوسو الأسطوري، وهو حدث يتجاوز مجرد الاحتفال ليصبح احتفالاً حقيقياً بالهوية الثقافية والبحرية لتونس. 

أكثر من مجرد موكب، أوسو هو غوص عميق في إرث يعود لآلاف السنين، حيث يلتقي التاريخ والفن والبحر ليقدموا عرضاً لا يُنسى للزوار من جميع أنحاء العالم.

هذا المهرجان، الذي تعود جذوره إلى الطقوس الوثنية القديمة المخصصة لنبتون، إله البحر، هو قصيدة للحياة والفرح وثراء ثقافة حافظت على عاداتها مع احتضان الحداثة.

استعد لتنجرف بسحر أوسو، حيث يتردد صدى كل شارع وشاطئ وساحة بإيقاع تقليد حي وإبداع متدفق.

برنامج غني ومتنوع

يعد كرنفال أوسو 2025 بتقديم خمسة عشر يوماً من الأنشطة والاحتفالات، المصممة لجذب جمهور متنوع.

  • ينطلق الكرنفال في 13 يوليو بيوم مخصص للأنشطة الرياضية والألعاب الشاطئية على شاطئ بوجعفر الجميل.
  • تهدف هذه المبادرة إلى تنشيط الساحل وتوفير لحظات من الترفيه للعائلات والشباب، في جو ودي وصيفي.
  • ستتميز أمسيات الكرنفال بفعاليات فنية واسعة النطاق.
  • ففي 23 يوليو، ستنبض ساحة المدن المتآخية بالموسيقى مع أمسية يحييها الفنان الشهير رؤوف ماهر، واعدة بتجربة موسيقية لا تُنسى.
  • وفي 25 يوليو، ستضيء سماء بوجعفر بآلاف الأضواء خلال إطلاق الألعاب النارية المذهل، وهي لحظة مرتقبة دائماً تبهر الكبار والصغار.
  • وفي 26 يوليو، ستنتقل الأجواء إلى ميناء القنطاوي لأمسية "الفنتازي"، التي لا تزال تفاصيلها الدقيقة غير معروفة، ولكنها تعد بلا شك بغوص في عالم الخيال والترفيه.

وستكون ذروة الكرنفال بلا شك هي المسيرة الختامية الكبرى، المقرر إجراؤها في 27 يوليو في بوجعفر. 

هذا الموكب، الذي يعد واجهة حقيقية للإبداع والخبرة التونسية، سيشهد عربات رمزية مزينة بشكل غني، وفرقاً فلكلورية، وفنانين شوارع يتجولون في شوارع سوسة، مقدمين عرضاً بصرياً وسمعياً مذهلاً.

إنها فرصة للزوار لاكتشاف ثراء التراث التونسي، من خلال الأزياء التقليدية، والموسيقى الحماسية، والرقصات المتقنة.

إرث الألفية: بين الأسطورة والواقع

كرنفال أوسو ليس مجرد حدث معاصر؛ بل هو وريث لتقاليد عريقة تستمد أصولها من أعماق تاريخ البحر الأبيض المتوسط.

 اسمه نفسه، "أوسو"، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبحر وفترة الصيف، مستحضراً الطقوس الوثنية التي كانت تُقام لإله البحر، نبتون، في العصر الروماني، والتي قد تعود جذورها إلى الفينيقيين.

هذا الاحتفال، الذي كان يحتفي في الماضي بقوة البحر وخصوبته، عبر العصور، متحولاً ومتكيفاً مع الحقب المختلفة، مع الحفاظ على جوهره العميق.

إلى جانب جانبه الاحتفالي، يكتسب كرنفال أوسو أهمية ثقافية وهوية قوية لتونس، فهو شهادة حية على قدرة الأمة على الحفاظ على تراثها غير المادي، وتطويره، ونقله من جيل إلى جيل.

 حقيقة تزامن الكرنفال مع تاريخ إعلان الجمهورية التونسية (25 يوليو 1977) تضيف بعداً رمزياً، يربط الاحتفال بالبحر والثقافة بتاريخ البلاد الحديث.

غالباً ما يُقدم على أنه أول كرنفال من نوعه في إفريقيا والعالم العربي، مما يؤكد طابعه الفريد ودوره الرائد في تعزيز الثقافة والسياحة في المنطقة.

الكرنفال هو أيضاً منصة للتعبير الفني والإبداع. فالعربات الرمزية، وهي أعمال فنية مؤقتة حقيقية، هي ثمرة عمل دقيق وشغوف، يشارك فيه الحرفيون والفنانون والمتطوعون.

 إنها تروي قصصاً، وتصور مشاهد من الحياة اليومية التونسية، وتحتفي بثراء الثقافة المحلية.

عروض الفرق الفلكلورية، بموسيقاها الحماسية ورقصاتها التقليدية، تدعو الجمهور إلى رحلة حسية في قلب التقاليد التونسية، مما يعزز الصلة بين الماضي والحاضر.

موعد لا غنى عنه للسياحة والثقافةكرنفال أوسو هو أكثر بكثير من مجرد احتفال صيفي؛ إنه محرك أساسي للسياحة التونسية وسفير لثرائها الثقافي. 

فمن خلال جذب آلاف الزوار، المحليين والدوليين على حد سواء، فإنه لا يساهم فقط في اقتصاد منطقة سوسة، بل أيضاً في تعزيز صورة تونس كوجهة ثقافية واحتفالية. 

إنها فرصة فريدة لاكتشاف الضيافة التونسية، وتذوق مأكولاتها، والانغماس في جو من الفرح والمشاركة.باختصار، يعد كرنفال أوسو 2025 حدثاً رئيسياً، ملتقى يلتقي فيه التاريخ بالحداثة، حيث يمتزج التقليد بالإبداع، وحيث يندمج البحر والفن لخلق تجربة لا تُنسى.