سهرة أوسو التاريخية: ليلة عيد الجمهورية 68 تُضيء سماء سوسة بالفن والبهجة

الرؤية المصرية/ تونس/ سوسة/ كتب: عوض سلام:- في ليلةٍ ساحرةٍ من ليالي الصيف التونسي، احتشد ما لا يقل عن 200 ألف متفرج في شوارع مدينة سوسة، جوهرة الساحل، ليشهدوا سهرةً استثنائيةً ضمن فعاليات الدورة 62 لمهرجان أوسو، تزامناً مع الاحتفال بالذكرى الثامنة والستين لعيد الجمهورية التونسية في 25 يوليو 2025.

سهرة أوسو التاريخية: ليلة عيد الجمهورية 68 تُضيء سماء سوسة بالفن والبهجة

اقرأ ايضأ:-

لم تكن هذه الليلة مجرد احتفالٍ وطني، بل كانت لوحةً فنيةً مبهرةً، مزجت بين التراث والحداثة، وأشعلت حماس الجماهير، وخاصة الشباب، في سهرةٍ لن تُنسى.

بدأت الأمسية بعرضٍ موسيقي صوفي مبهر قدّمته فرقة محمد علي الجلالي الدولية، التي أخذت الحضور في رحلةٍ روحيةٍ عبر أنغام المألوف التونسي العريق، لتُضفي أجواءً من السكينة والإلهام.

 وفي إطار دعم المواهب الشابة، توالت الوصلات الغنائية التي جمعت بين ألوانٍ موسيقية متنوعة، حيث أشعل إسكندر الزرن المسرح بحيويته، تلاه مطرب المألوف حمدي الشلغمي الذي أبهر الجمهور بأدائه العذب، ثم جاء دور الرابور الشاب بليغ بن قزي، المعروف بـ"بوبو"، الذي أضاف لمسة شبابية عصرية.

وكانت الذروة مع فرقة "مادنس" التي أشعلت الأجواء بالرقص والطاقة، حيث تفاعل الجمهور معها بحماسٍ جارف، لتتحول الساحة إلى بحرٍ من الأنغام والحركة.

وفي لحظةٍ مهيبة، وقف الجميع شامخين لتحية العلم التونسي، في تعبيرٍ عن الفخر الوطني والوحدة. ثم انطلقت الشماريخ لمدة ساعة كاملة، مضيئةً سماء سوسة بألوانٍ مبهرة، في عرضٍ وصفه وليد بن حسن، رئيس جمعية استعراض أوسو، بأنه "أفضل عرض شماريخ في إفريقيا".

هذا العرض، الذي شكّل لوحاتٍ فنيةً ساحرة، كان بمثابة عربون شكرٍ للبحر وللجمهور الذي توافد من كل أنحاء العالم ليشارك في هذه الاحتفالية. 

وفي تصريحٍ خاص، أكد وليد بن حسن أن الدورة 62 من مهرجان أوسو، التي انطلقت في 13 يوليو بالألعاب الشاطئية تحت شعار "أوسو بحر وفنون"، شهدت نجاحاً باهراً بفضل التنظيم المحكم والتعاون مع السلطات المحلية. 

وأشار إلى أن الحضور الجماهيري الغفير، الذي تجاوز عشرات الآلاف، تمت إدارته بسلاسة بفضل التنسيق اللوجستي الممتاز مع والي سوسة وأجهزة الأمن والحماية المدنية، حيث تمكّن الجمهور من مغادرة المكان في أقل من ساعة.

وأضاف: "مهرجان أوسو يصنعه التونسيون بأيدٍ تونسية، من عربات الكرنفال إلى الفنانين، وهذا ما جعلنا نواصل على مدى عقود دون توقف، ونعد بكرنفالٍ مميز يوم 27 يوليو يضم أكثر من 14 عربة محلية الصنع". 

هذه الليلة، التي جمعت بين الفخر الوطني والإبداع الفني، لم تكن مجرد احتفالٍ بعيد الجمهورية، بل كانت تأكيداً على روح تونس النابضة بالحياة، حيث يلتقي التاريخ بالشباب، والتراث بالحداثة، ليرسما معاً صورةً مشرقةً لمستقبل البلاد.

سهرة 25 يوليو 2025 ستبقى محفورةً في ذاكرة سوسة، كليلةٍ أضاءت فيها الشماريخ سماء الجوهرة، وأضاء فيها الشعب التونسي قلوب العالم بفرحته ووحدته.