عوض سلام يكتب من جوهرة الساحل التونسي عن رقصة التاريخ مع الأمواج على شاطئ "بحر وسلام"

 شبكة "الرؤية" الإخبارية المصرية/ تونس/ سوسة/ تغطية خاصة/ عوض سلام

أسدل مهرجان أوسو سترا على دورته الحادية والستين، السبت17يوليو2024، والتي انتظمت تحت  تحت شعار" أوسو بحر وسلام"، بمدينة سوسة (140كلم جنوبي العاصمة التونسية).

اختتام مهرجان أوسو2024
Awad Salam writes from the jewel of the Tunisian coast about the dance of history with the waves on the beach of "Bahr Wa Salam"

اختتام دورة 2024 لمهرجان أوسو كانت بعروض لكرنفال أوسو، الذي دأبت على تنظيمه بكورنيش بوجعفر جمعية استعراض أوسو، حيث تضمن استعراضات بدأت مع فرقة ماجورات سوسة على أنغام النشيط الوطني التونسي.

وشاركت عربات كرنفالية ومجسمات ودمى عملاقة في كرنفال أوسو صحبة فرق شعبية تراثية من عدة ولايات تونسية، إل جانب فرقة شعبية جزائرية وليبية وفرق أجنبية من مصر وإيطاليا وألمانيا 

 اقرأ ايضأ:-

 

عندما ينتهي مهرجان أوسو، يشعر الجميع بحنين إلى الأيام الجميلة التي قضوها في سوسة. ولكن ذكريات هذا الحدث ستبقى محفورة في الأذهان، وستنتقل من جيل إلى جيل.

ففي أعماق سوسة، حيث يلتقي البحر بالسماء، ينبض قلب مهرجان أوسو حيوية ونشاطاً. 

إنه احتفال سنوي بتراث المدينة العريق، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الماضي والحاضر.

مع كل شروق شمس على سواحل سوسة، تبدأ الاستعدادات لهذا الحدث العظيم. 

الشوارع تتزين بالألوان الزاهية، والأنغام الموسيقية تملأ الأجواء، والفرق الشعبية تتدرب على الرقصات التقليدية. 

كل شيء يوحي بأن شيئاً عظيماً يحدث هنا.

عندما يحين موعد المهرجان، تتحول سوسة إلى مسرح مفتوح يعج بالحياة. 

عربات الكرنفال الفريدة من نوعها تجوب الشوارع، تحمل في طياتها قصصاً وأساطير من الماضي. 

دمى عملاقة تتمايل برقصات غريبة، تجذب أنظار الصغار والكبار.

 فرق موسيقية من مختلف البلدان تقدم باقة متنوعة من الألحان، تجعل الحضور يتراقصون فرحاً.

 

  • أوسو.. أكثر من مجرد مهرجان

مهرجان أوسو ليس مجرد احتفال بالماضي، بل هو أيضاً نافذة على المستقبل. 

فهو يجمع بين الأجيال، ويسمح للشباب بالتعرف على تراثهم، ويحفز الفنانين على الإبداع. 

إنه مكان لتبادل الثقافات، وللتعرف على عادات وتقاليد الشعوب الأخرى.

في خضم هذا الصخب والاحتفال، يشعر الزائر وكأنه قد انتقل إلى عالم آخر، عالم من السحر والأساطير. إنه عالم حيث يلتقي الواقع بالخيال، والحاضر بالماضي.

  • مهرجان أوسو: جوهرة المتوسط

مهرجان أوسو، بخصائصه الفريدة وموقعه الاستراتيجي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، يمثل مزيجًا أصيلاً بين التراث التونسي والاحتفالات العالمية.  

ولكن كيف يقف هذا المهرجان مقارنة بغيره من المهرجانات المشابهة في العالم؟

فجميع المهرجانات الكبرى حول العالم تحتفي بالتراث الثقافي المحلي، وتسعى إلى الحفاظ عليه ونشره. 

ومهرجان أوسو، مثله مثل مهرجان ريودي جانيرو أو مهرجان البندقية، يركز على الاحتفاء بالهوية الثقافية، لكن العروض الفنية المتنوعة هي سمة مشتركة بين معظم المهرجانات الكبرى. 

سواء كانت عروضاً موسيقية، أو رقصات شعبية، أو عروضاً مسرحية، فإن الهدف هو تقديم تجربة فنية غنية للجمهور.

وتساهم هذه المهرجانات بشكل كبير في تنشيط السياحة، وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

ويرتبط مهرجان أوسو ارتباطًا وثيقًا بالتراث البحري لمدينة سوسة، وهو ما يميزه عن العديد من المهرجانات الأخرى.

الكرنفال الاستعراضي الفريد من نوعه، مع العربات المزينة والدمى العملاقة، يعتبر من أبرز سمات المهرجان.

 كما يتميز مهرجان أوسو بقدرته على دمج العناصر التقليدية بالحديثة، مما يجعله جذابًا لجميع الأجيال.

مهرجان أوسو يمثل تجربة فريدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين التراث والحداثة. 

وهو يعتبر إضافة قيمة للمشهد الثقافي العالمي، إضافة ليس عجبا أن تكون قادمة من هنا، من شاطئ بوجعفر بجوهرة الساحل سوسة، أين يربط أوسو الحضارات المختلفة التي عاشت في المنطقة، كشاهد على التفاعل الثقافي بينها، وعلى تراكم( لتجارب وأفكار امتدت عبر آلاف السنين.

 

  • جذور فينيقية: إله البحر نبتون

تدل العديد من الدلائل على أن جذور مهرجان أوسو تعود إلى العصر الفينيقي. 

فقد كان الفينيقيون شعبًا بحريًا بارعًا في التجارة والصناعة، وكانوا يعبدون إله البحر نبتون. 

وكانت الاحتفالات بإله البحر تقام على شواطئ البحر المتوسط، وتتضمن عروضًا فنية وطقوسًا خاصة.

 

  • التأثيرات الرومانية واليونانية

مع مرور الزمن، وتوالي الحضارات على المنطقة، تأثر مهرجان أوسو بالثقافات الرومانية واليونانية.

 فقد استعار الفينيقيون الكثير من طقوسهم وعاداتهم من الرومان واليونانيين، ودمجوها مع تقاليدهم الخاصة.

وورث الرومان عن الفينيقيين عبادة نبتون، وأضافوا إليها طقوسًا خاصة بهم. كما أنهم كانوا يشتهرون بحبهم للاحتفالات والمهرجانات.

وقد تأثر الفينيقيون باليونانيين في مجال الفن والمسرح، مما أثر على طبيعة العروض الفنية في المهرجان.

 

  • التحول عبر العصور

مر مهرجان أوسو بالعديد من التحولات عبر العصور، تأثرًا بالأحداث التاريخية والسياسية التي مرت بها المنطقة. ومع ذلك، استطاع الحفاظ على هويته الأساسية كاحتفال بتراث المنطقة وتاريخها.

ومع دخول الإسلام إلى المنطقة، تأثرت الاحتفالات بطابع إسلامي، ولكن العناصر الأساسية للمهرجان ظلت محافظة عليها.

وفي العصر الحديث، ارتبط المهرجان بالذكرى الوطنية لإعلان الجمهورية التونسية، مما أعطاه بعدًا وطنياً جديدًا.