وتسبب الديناميت في قتل الملايين من البشر، بطريقة مباشرة وغير مباشرة، نصفهم على الأقل إن لم يكن 80 في المئة منهم طيبون ذهبوا ضحية أطماع الشركات الكبرى والحكومات التي تدعمها، وإن جرت العادة على تغطية الدوافع بشعارات ترتدي رداء الإنسانية.
وبسبب شعوره بالذنب، لاختراعه الديناميت، نوبل كرس ثروته، التي جناها من استثماراته في حقول النفط على طول بحر قزوين، وإصداره 350 براءة اختراع دولي، لتمويل جائزة تحمل اسمه، تمنح لأفضل إسهامات، علمية وإبداعية وإنسانية، تخدم البشرية.
مقابل نوبل واحد عرفه العالم، هناك عشرات الآلاف من تجار الموت، يوظفون خيرة العلماء ومراكز البحث للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في صناعة الموت، وأعظم الابتكارات الحديثة التي عرفها العالم خدمة للصناعات الحربية، بعد الديناميت، هو الذكاء الاصطناعي.
نحن نقرأ يوميا عن التطبيقات السلمية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والخوارزميات التي تبدأ بإنترنت الأشياء، ولا تنتهي، حتما، بالحفاظ على كوكب الأرض والفضاء المحيط به.
قد يكون مثال مواجهة كورونا واحدا من أكثر الأمثلة حضورا للذهن حاليا، حيث نرى تلك التطبيقات من حولنا أين اتجهنا، فالجميع يعقد اليوم الآمال على الخوارزميات للتسريع من عملية اكتشاف لقاح للفايروس.
إن كان هذا هو الوجه الإنساني للتكنولوجيا، فإن وجهها القبيح أكثر بروزا وحضورا؛ الذكاء الاصطناعي.
خلال شهر أغسطس 2020، قامت شركة كلاشنيكوف، وهي شركة لصناعة الأسلحة الحربية الخفيفة، أنشأت في البداية خصيصا لإنتاج البندقية “إيه كيه – 47″، بالإعلان عن إنتاج بندقية ذكية حديثة.
ونشرت مقطع فيديو تظهر فيه البندقية الجديدة، مشيرة إلى إمكانية ربط البندقية المبتكرة بالهاتف الذكي “سمارت فون”، عبر الشاشة التي تحملها البندقية، والتي تظهر فيها المعلومات عن الوقت ومكان وجود صاحب البندقية والصور التي تلتقطها الكاميرا.
وقال دميتري تاراسوف، المدير العام للشركة “هناك المزيد من المبتكرات، هذا هو المنتج الأول في هذا الاتجاه، وسنقوم بتطويره”.
وتخطط الشركة لطرح البندقية للبيع في أوائل عام 2021.
الدرون الانتحاري من طراز “لانتسيت”، هو سلاح ذكي جديد يبقى على اتصال دائم مع مشغله حتى يضرب الهدف، وهو حلقة في سلسلة الدرون “زالا لانتسيت” يعرض لأول مرة في روسيا.
وكان سيرغي تشيميزوف، مدير عام شركة “روستيخ” التي تعد شركة “كلاشنيكوف” فرعا لها، قد أعلن في وقت سابق أن أسطول الدرون “زالا لانتسيت” يضم أسرة من الدرونات الذكية، بما فيها درون للاستطلاع وآخر للاتصال والملاحة.
هذه الدرونات قادرة، في ظروف القتال الحديث، على توجيه ضربات إلى الأهداف الجوية والبرية والبحرية، كونها لا تحتاج إلى بنية تحتية برية أو بحرية، وتتفوق بفعاليتها عن مثيلاتها.
ويمتلك الدرون الانتحاري كل الإمكانات ليحقق ثورة حقيقية في مجال الآليات الحربية والتكتيك العسكري.
على الرغم من اختفاء الدرون وراء الدبابات والمدرعات والمقاتلات، إلا أن قدرته على تغيير طبيعة الحرب لا تقل عن قدرة تلك الأسلحة مجتمعة.
ومن يشتري هذا السلاح يستطيع التحكم في قنبلة ذكية فائقة الدقة لا مثيل لها، باستثناء بعض القنابل الذكية الأميركية.
الدرون الجديد، شأنه شأن رشاش كلاشنيكوف، سيكون رخيصا وفعالا وسهل الاستخدام.
وتتراوح سرعة الدرون الانتحاري بين 80 و130 كيلومترا في الساعة، وقادر على أن يبقى محلقا في الجو لمدة 30 دقيقة.
وتسمح منصة ذكية صممها مركز “زاسلون” العلمي التقني الروسي بإطلاق الدرونات الصغيرة الانتحارية، وكل ما تحتاجه هو جهاز لاب توب واحد يستطيع أن يعيد برمجة نظام التحكم في الدرونات.
الدرون الانتحاري، باختصار شديد، سلاح فتاك صغير الحجم يمكن التحكم به بسهولة، وهو فوق هذا كله زهيد الثمن.