فريق كرة القدم التايلاندي الذي مكث كهف تام لوانغ 17 يوما، الآن في حجرة معقمة بمعزل عن العالم الخارجي تفصله جدران زجاجية. ومنع الأطباء معانقة الناجين أو لمسهم قبل إجراء الفحوص اللازمة.
وحتى بعد الانتهاء منها لن يسمح للآباء والأمهات بالاقتراب من أبنائهم أكثر من مترين، بينما يكتسي الزوار لباسا واقيا، وذلك لأن تلك الكهوف المدارية مرتع لجراثيم وكائنات قد تودي بحياة من تصيبه.
تعج تلك الكهوف بثراء طبيعي مدهش من طيور وخفافيش وجرذان، يحمل بعضها ميكروبات ليس أقلها ما يسبب السُعار، فضلا عن الفيروس المعروف بفيروس "ماربورغ" وأمراض أخرى تسببها بعض الفطريات.
وكلما تعمق المرء داخل تلك الكهوف وجد نفسه في عالم مفقود ترتع فيه العقارب والعناكب السامة، فضلا عن عديدات الأرجل، التي تعيش عليها طفيليات تتسبب فيما يعرف بـ"حمى الكهوف"، وهو داء نادر يلحق أحيانا بمن يدخلون الأبنية المهجورة.
كما أن الصخور الجيرية بالكهف يغطيها رشح المياه باستمرار مما يؤدي لتشبع الكهف بالرطوبة التي تمثل مع الهواء غير المتجدد والخفافيش بيئة مثالية لتكاثر الفطريات المسببة للأمراض، وتتجمع المياه على الأرض كمزيج من الوحل والحمأة، وذرق الطيور، تنعم فيه البكتيريا والطفيليات.