ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعملون ليلا خلال فترات طويلة في حياتهم، يزداد لديهم خطر إصابتهم بالرجفان الأذيني، وأمراض القلب، ولكن ليس بالسكتة الدماغية أو قصور القلب.
مرض الرجفان الأذيني هو اضطراب نظم القلب مما يؤدي إلى سرعة أو بطء خفقان أو عدم انتظام ضربات القلب.
الدراسة المنشورة حديثاً في مجلة القلب الأوروبية، بحث العلماء من خلالها ما كان الاستعداد الوراثي للرجفان الأذيني يمكن أن يلعب دوراً في زيادة المخاطر، حيث قاموا بتقييم المخاطر الجينية الشاملة على أساس 166 اختلافاً جينياً معروفاً بأنها مرتبطة بهذه الحالة.
لكنهم وجدوا أن مستويات المخاطر الجينية لم تؤثر على الارتباط بين العمل ليلا ومخاطر الرجفان الأذيني، بغض النظر عمّا إذا كان المشاركون لديهم انخفاض أو متوسط أو مخاطر وراثية عالية.
وقال البروفيسور ينجلي لو، قائد الدراسة: "على الرغم من أن دراسة مثل هذه لا يمكن أن تظهر علاقة سببية بين العمل ليلا والرجفان الأذيني وأمراض القلب، فإن نتائجنا تشير إلى أنها على امتداد الوقت تزيد من مخاطر هذه الحالات.
وتابع: "النتائج التي توصلنا ترشدنا إلى إتباع بعض الإجراءات للوقاية من الرجفان الأذيني، إذ إن تقليل وتيرة ومدة العمل الليلي قد يكون مفيداً لصحة القلب والأوعية الدموية".
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعملون ليلا على أساس عادي أو دائم لديهم خطر متزايد بنسبة 12 بالمئة للإصابة بالرجفان الأذيني، مقارنة بالأشخاص الذين عملوا خلال النهار فقط.
بينما زاد الخطر إلى 18 بالمئة بعد عشر سنوات أو أكثر بالنسبة لأولئك الذين يعملون ليلا لفترة مستمرة مدى الحياة.
كما زاد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني إلى 22 بالمئة بين الأشخاص الذين عملوا في المتوسط من ثلاث إلى 8 نوبات ليلية في الشهر لمدة عشر سنوات أو أكثر، مقارنة بالعاملين في النهار.
ومن بين المشاركين الذين يعملون ليلا، حالياً، أو لمدة عشر سنوات أو أكثر، أو يعملون مدى الحياة من ثلاث إلى ثماني نوبات ليلية شهرياً، زاد خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 22 بالمئة و37 بالمئة و35 بالمئة على التوالي مقارنة بالعاملين نهاراً.
وقال البروفيسور تشي: "كانت هناك نتيجتان أكثر إثارة للاهتمام، وجدنا أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني من الرجال عند العمل في نوبات ليلية لأكثر من عشر سنوات، حيث زادت مخاطر الإصابة بشكل ملحوظ، حين وصلت إلى نسبة 64 بالمئة مقارنة بالعاملين في الفترة الصباحية".
وأضاف: "الأشخاص الذين يمارسون قدراً مثالياً من النشاط البدني يبلغ 150 دقيقة أسبوعياً أو أكثر من الشدة المعتدلة، كان لديهم خطر أقل للإصابة بالرجفان الأذيني من أولئك الذين يمارسون نشاطاً بدنياً غير مثالي عند التعرض لنوبات عمل ليلية مدى الحياة.
وينصح العلماء على - وجه الخصوص - النساء والأشخاص الذين يمارسون نشاطاً بدنياً بتقليل العمل ليلا.