قاد فريق من جامعة كوليدج لندن وشركة كوين سكوير أناليتكس دراسة شملت تحليل بيانات أكثر من 600 مريض، مستخدمين صور الرنين المغناطيسي للدماغ إلى جانب قياس مستويات بروتين "سلسلة الضوء الخفيفة العصبية" (sNfL) في الدم، وهو مؤشر دقيق يعكس تلف الخلايا العصبية.
كشفت النتائج عن نمطين رئيسيين: الأول "المبكر-sNfL" يتميز بارتفاع سريع في مستويات sNfL منذ البداية، مرتبطاً بتلف في الجسم الثفني الذي يربط نصفي الدماغ، مما يشير إلى هجوم مبكر على الاتصالات العصبية.
أما النمط الثاني "المتأخر-sNfL" فيظهر ارتفاعاً متأخراً في المؤشر، لكنه يرتبط بفقدان مبكر لحجم المادة الرمادية، مسبباً ضموراً خفياً للخلايا العصبية قد يؤدي إلى تدهور أبطأ لكن أشد خطورة طويل الأمد.
أكد الدكتور أرمان إيشاغي، قائد الدراسة، أن هذه الاكتشافات تفسر التباين في مسارات المرض رغم التشخيصات السريرية المتشابهة، منتقداً التصنيفات التقليدية التي تعتمد على الأعراض الخارجية فقط.
دعمت كايتلين أستبوري من جمعية التصلب المتعدد هذا التحول، مشددة على ضرورة التركيز على الآليات الداخلية لتطوير علاجات أكثر دقة.
يمهد هذا التقدم لعصر "الطب الدقيق"، حيث يمكن لفحص دم بسيط مع تحليل ذكاء اصطناعي للصور الدماغية تحديد النمط المرضي مبكراً، مما يساعد في التنبؤ بالتطور واختيار العلاج الأنسب.
مع هذه التطورات، يتحول التصلب المتعدد من مرض موحد إلى مجموعة أمراض فرعية، مما يعزز الأمل في تحسين حياة ملايين المرضى عالمياً من خلال استراتيجيات علاجية مستهدفة وفعالة.