فتصريحات "الغنوشي" من الممكن أن يتم تصنيفها ضمن محاولة لتعكير الصفو العام، وتهديد للأمن القومي، بينما لم يعد يمتلك الحصانة البرلمانية التي تحميه من المساءلة القانونية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى قد يكون أي تحرك ضد زعيم الحركة الإسلامية هو شرارة لتحرك المجتمع الدولي ضد رئيس البلاد، قيس سعيد، أو لإشعال حراك قواعد الحزب وفق أجندات العنف المعروف لديهم.
ففي تصريح لصحيفة كوريري الإيطالية، الغنوشي طالب إيطاليا بمساعدته لاسترجاع الديمقراطية في تونس محذرا من إمكانية الانزلاق في الفوضى ".. "نحن جميعا في هذا معا نحن التونسيون وأوروبا وخاصة الإيطاليون .
وهدد الغنوشي قائلا: إذا لم تتم استعادة الديمقراطية في تونس قريبًا ، فسننزلق بسرعة إلى الفوضى، ويمكن للإرهاب أن ينمو و سيتم زعزعة الاستقرار الذي سيدفع الناس إلى المغادرة بأي شكل من الأشكال و يمكن أن يحاول أكثر من 500 ألف مهاجر تونسي الوصول إلى السواحل الإيطالية في وقت قصير للغاية .
ولم تبتعد تصريحات زعيم الحركة الإسلامية في تونس كثيرا عن ما كان حليفه التركي، رجب طيب أردوغان يهدد به ويبتز دول أوروبا بنزوح المهاجرين نحو بلدانهم، بما كان يضطرهم إلى جفع أموالا باهظة لتركيا، وتأييده في بعض القرارات السياسية الخاصة بسوريا.
و جدد رئيس حركة النهضة في تصريحه الصحفي رفضه لقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد قائلا :" نحن نرفض جميع قراراته لقد ارتكب أخطاء جسيمة ، انقلاب و اجراء ضد الدستور وخارج عن القانون ".
و أكد الغنوشي تمسكه بالمقاومة رافضا جميع قرارات رئيس الجمهورية :" سوف نقاوم بكل الوسائل السلمية والقانونية سنناضل من أجل عودة الديمقراطية يجب أن يفهم أن البرلمان يجب أن يعود إلى مركز آليات صنع القرار في الدولة " داعيا في ذات السياق الى الحوار .
و اعتبر الغنوشي ان الاتهامات بالفساد و التسبب في الفشل الاقتصادي و تفاقم الازمة الصحية التي تم توجيهها الى حركة النهضة اتهامات باطلة :" اتهامات لا أساس لها قيس سعيد نفسه هو من اختار هشام المشيشي ، رئيس الحكومة أقيل للتو ، ولم يكن لدينا أي وزير في حكومته ثم نحن اتفقنا على دعمه فقط لتجنب الفراغ الحكومي. لا نتحمل أي مسؤولية في إدارة الشؤون الاقتصادية وفي انهيار المنظومة الصحية ”.
و في تفسيره للغضب الشعبي و خروج التونسيين للتظاهر ضد حركة النهضة قال راشد الغنوشي :" لا أنكر وجود هذا الغضب البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة سمم التعايش المدني من الواضح أن التونسيين ليسوا سعداء و أدى فيروس كورونا الى تفاقم الازمة لكن هنا تتحمل وسائل الإعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية جدية في التلاعب بالاستياء الشعبي يشبه إلى حد ما حدث في بريطانيا مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ودور المعلومات المضللة المستوحاة من موسكو لجعل ترامب يفوز على هيلاري كلينتون " .
و وصف راشد الغنوشي شعبية الحركة بالعالية :" لا تزال شعبيتنا عالية ، كما يتضح من حقيقة أن ما لا يقل عن نصف أعضاء المجالس البلدية في جميع أنحاء البلاد هم أعضاء في حزبنا ".
وأشار في هذا الاطار إلى المسيرة التي نظمتها الحركة في 27 فيفري 2021 :" تظاهر أكثر من 200 ألف شخص في تونس العاصمة لدعم حركة النهضة ".