وأثنى المشاركون في المؤتمر، على الفكرة والتوقيت والتنظيم، إذ جمع بين الأكاديميين والباحثين والممارسين للأمن، السابقين والحاليين، على المستويين المحلي والدولي، لاسيما وأنه يأتي في ظل توترات إقليمية وحالة من عدم الاستقرار تشهدها بعض البلدان، لأسباب كثيرة على رأسها غياب ثقافة نشر الأمن بين المجتمع.
وقال الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، على هامش المؤتمر، إن اهتمام الجامعة الأمريكية في الإمارات بعقد مؤتمر سنوي للأمن، ونشر ثقافة الأمن في المجتمع، فهذه واحدة من الاستراتيجيات التي ينبغي أن تنتبه إليها الناس، لأنها في غاية الأهمية.
أضاف الفريق ضاحي خلفان، أنه كلما استقر الأمن في أي مجتمع، فإن ذلك سينعكس على الناس أن تنعم بحياة أفضل، وهنا تأتي أهمية نشر ثقافة الأمن في المجتمع، ونحن نرى الدول التي افتقدت الأمن وثقافة الأمن ما الذي حدث بها وما زال يحدث بها إلى اليوم.
من ناحيته، أكد الدكتور مثني عبدالرازق رئيس الجامعة الأمريكية في الإمارات AUE، خلال المؤتمر، إن الخليج العربي ودولنا العربية ومجلس التعاون، منطقة استراتيجية بشكل خاص، من كل النواحي والظروف، فضلا عن أهميتها العالمية وليس الإقليمية فقط، ومن هذا المنطلق بادرنا بعقد هذا المؤتمر لمناقشة التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة من مختلف المناحي والاتجاهات.
وأثنى السفير الأمريكي السابق، مارك أندرو جرين، على مؤتمر الجامعة الأمريكية في الإمارات، واصفا إياه بـ" الهام للغاية"، سواء للمنطقة بشكل عام، أو دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، لأن الجامعة من خلال المؤتمر حاولت رسم ملامح لمستقبل أفضل في منطقة الخليج العربي.
شارك في افتتاح المؤتمر، اللواء د. أحمد ناصر الريسي رئيس مجلس الأمناء بالجامعة الأمريكية في الإمارات، والسفير الأمريكي المتقاعد مارك أندرو جرين، وهو أيضا الرئيس والمدير التنفيذي الحالي لمركز وودرو ويسلون الدولي للباحثين في واشنطن، واللواء ثاني بطي الشامسي مدير أكاديمية سيف بن زايد للشرطة والعلوم الأمنية، المهندسة أنوار الشمري من مركز نظام المعلومات الجغرافية – أبوظبي، وتوماسيفيتش فلاديمير من كلية الهندسة بجامعة يونيون نيكولا تيسلا بصربيا.
وعُقد المؤتمر برعاية مجموعة هوبلايت والشركاء الاستراتيجيين، الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، ومكتب الشيخ عبد العزيز بن دعيج بن خليفة آل خليفة، و"إكسبو 2020 دبي".
وتركزت جلسات المؤتمر على محاور عدة، بينها الأمن والحرب الاقتصادية والشؤون القانونية والعسكرية والدولية وحلول السلام والتكنولوجيا والأمن السيبراني والدبلوماسية، فيما قدم مجموعة من الخبراء دراسات تحليلية حول قضية الأمن، وتبادل أحدث التطورات في أمن الخليج العربي بالتعاون مع المؤسسات الرائدة محليا ودوليا.
وأقيم خلال المؤتمر، العديد من الجلسات التي ناقشت موضوعات أمنية محورية، بينها غسيل الأموال والجرائم المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفهم التحالفات الدولية في منطقة الخليج وآسيا الكبرى، والنهج المقترح لتنفيذ إدارة التقارب الأمني ومواجهة المخاطر.
ومن بين النقاشات، أهمية ودور أمن الملاعب، وعوامل تغيير قواعد اللعبة في الأمن السيبراني، التطوير التاريخي للأخبار الكاذبة وخطورتها على المجتمعات، وتحليل ظاهرة النزاعات وبحث أسبابها تعقدها، تأثير التحديات الأمنية على التنمية السياحية، تهديدات الإرهاب البيولوجي وسُبل التصدي إليه بالاستشراف الاستراتيجي.
وتطرقت الجلسات، إلى جرائم الإنترنت والتكنولوجيا، وملف مبيعات الطائرات المسيّرة "درونز" العسكرية الأمريكية والروسية والصينية في منطقة الخليج العربي، والآثار المترتبة على الاستراتيجية والتكتيكات المستقبلية، ومناقشة أمن الخليج، من حيث آفاق الاستقرار واستمرارية الأعمال، وسُبل تكريس السلام بين ضفتي الخليج العربي.
وتحدث اللواء عبدالله الهاشمي أمين الجامعة الأمريكية في الإمارات، عن الصراع والأمن الإقليمي. فيما تركزت نقاشات أخرى حول التهديدات الأمنية الداخلية المعقدة، والعوامل المؤثرة في مستقبل تجنيد المتطرفين الإسلاميين، ومقارنة اتجاهات الإرهاب في أوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي، وحوكمة البني.
هذا ويعتبر المؤتمر الدولي الأول لأمن الخليج العربي في نسخته الأولى، بوابة العبور لتجهيز النسخة الثانية منه في العام المقبل، وهو من حرص الجامعة الأمريكية في الإمارات على تخريج قادة فعالين مثقفين وأصحاب قرار صائب في خدمة المجتمع وبلادهم.