وإذا كان عبد الفتاح مورو لم يعد الرجل صاحب الثقل السياسي مثلما كان في الماضي، إلا أنه يعتبر من أحد مؤسسي الحركة منذ أن كان إسمها "الجهاد الإسلامي".
ويرى محللوون سياسيون ومراقبون للوضع السياسي في تونس أن عبد الفتاح مورو وغيره من القيادات التاريخية في حركة "النهضة" بدأ يتململ من احتكار زعيم الحركة، راشد الغنوشي للقرارات لصالحه والمقربين منه.
كما أن الحزب يعيش مرحلة من الانقسامات الداخلية بدأت مع الانتخابات الرئاسية وإصرار راشد الغنوشي على أن يشارك الحزب فيها، وكان عبدالفتاح مورو هو المرشح إلا أن هذا الانقسام جعل العديد من قيادات الحركة يصوتون لصالح قيس سعيد.
وتأتي هذا الإستقالة بعد خطاب ألقاه رئيس الجمهوريةن قيس سعيد ليلة عيد الفطر، كشف خلاله عن ما أسماهم من "يريدون أن يجروا البلاد إلى الفوضى"، مؤكدا على أنه الرئيس الوحيد لتونس في الداخل والخارج، في إشارة إلى الاتصالات الخارجية التي أجراها راشد الغنوشي مع الجانب الليبي، والتي كانت سببا في تحديد جلسة مساءلة له داخل البرلمان.
ويرى مراقبون أن قرار مورو بالانسحاب، يعمق حالة التصدع داخل الحركة، التي تعيش خلافات غير مسبوقة، خاصة وأنها تأتي بعد أسابيع من استقالة القيادي عبد الحميد الجلاصي، الذي أكد خطوته جاءت بسبب تحكم رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، والمجموعة المقربة منه بقرارات الحركة على حساب قادتها التاريخيين.