روسيا كوسيط في الملف النووي الإيراني: آفاق دبلوماسية جديدة

الرؤية المصرية:- تشهد الساحة الدولية تطورات متسارعة حول الملف النووي الإيراني، حيث أبدت روسيا استعدادها للعب دور الوسيط في التوصل إلى صفقة نووية مع إيران.

روسيا كوسيط في الملف النووي الإيراني: آفاق دبلوماسية جديدة

وفي هذا السياق، كتب المحلل أندريه كوزماك في مقال نشرته صحيفة "إزفيستيا" أن موسكو لا تنكر إجراء مناقشات مع الولايات المتحدة بهدف مساعدة واشنطن في إيجاد لغة مشتركة مع طهران.

وقد أكد مسؤولون روس أن بلادهم مستعدة لتقديم كل ما في وسعها للوصول إلى تسوية دبلوماسية لهذه القضية الشائكة.

اقرأ ايضأ:-

عودة الاتفاق النووي إلى الواجهة

بعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عادت قضية تنفيذ *خطة العمل الشاملة المشتركة* (الاتفاق النووي) إلى صدارة جدول الأعمال الدولي بسرعة ملحوظة.

وفي 21 يناير/كانون الثاني، أعلنت طهران استعدادها لاستئناف المفاوضات بشأن هذا الاتفاق، الذي كانت الولايات المتحدة قد انسحبت منه في عهد ترمب السابق، مما أعاد فتح الباب أمام إمكانية إحيائه.

تحليل الوضع من منظور الخبراء

وفي تعليقه على هذه التطورات، أشار المستشرق كيريل سيمينوف إلى أن الولايات المتحدة تبدو في الوقت الحالي أكثر قلقًا بشأن استراتيجية إيران الإقليمية مقارنة ببرنامجها النووي.

وأوضح أن المفاوضات المحتملة قد لا تركز فقط على البرنامج النووي، بل قد تمتد لتشمل خطط إيران في المنطقة، وخاصة دعمها للقوات التي تحارب بالوكالة عنها.

وأضاف أن البرنامج النووي كان في السابق بمثابة ذريعة لفرض عقوبات عبر الأمم المتحدة، لكن اهتمام ترمب لا ينصب على تغيير النظام السياسي في إيران بقدر ما يركز على الحد من نشاطها الإقليمي. 

أهمية الوساطة الروسية 

في ظل هذه الديناميكيات المعقدة، تبرز وساطة روسيا كعامل قد يكون حاسمًا في التوصل إلى تسوية. ويرى سيمينوف أن كلاً من الولايات المتحدة وإيران يدركان أهمية هذا الدور الروسي. 

كما أن التغييرات الأخيرة في ميزان القوى بالشرق الأوسط قد تؤثر على شكل عملية التفاوض المستقبلية، مما يعزز من مكانة روسيا كوسيط محتمل. وأكد أن روسيا تمتلك إمكانات تفاوضية وقدرة على التقريب بين وجهات نظر الأطراف المتنازعة. 

دور التعاون الإقليمي 

وفي سياق متصل، اقترح سيمينوف أن توحيد الجهود مع الجهات الفاعلة الإقليمية، مثل المملكة العربية السعودية، قد يكون خطوة منطقية. فقد أعربت الرياض في مناسبات سابقة عن رغبتها في التوصل إلى تسوية، وهو ما قد يسهم في تهيئة بيئة أكثر ملاءمة لنجاح المفاوضات. 

يُظهر استعداد روسيا للعب دور الوسيط في الملف النووي الإيراني مدى تعقيد الأوضاع الراهنة وضرورة إيجاد حل دبلوماسي. 

ومع عودة المفاوضات إلى الواجهة، يبدو أن القضية قد تتجاوز البرنامج النووي لتشمل الاستراتيجية الإقليمية لإيران. 

وفي هذا الإطار، قد تكون روسيا اللاعب الرئيس في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، لاسيما إذا نجحت في حشد دعم الجهات الإقليمية. 

لكن النجاح النهائي يظل مرهونًا بمدى استعداد الأطراف لتقديم تنازلات متبادلة والوصول إلى اتفاق شامل يحقق التوازن المطلوب.